(أ ف ب) - سيعود باريس سان جرمان الفرنسي للتركيز على انشغالاته المحلية بعدما تأجل حلمه الاوروبي بخروجه من الدور ربع النهائي لمسابقة دوري الابطال على يد برشلونة الاسباني الذي اكد للنادي الباريسي بانه ما زال بحاجة للكثير من اجل الوصول الى المجد القاري بعدما تفوق عليه 2-صفر مساء الثلاثاء.

وكان سان جرمان الذي انفق مئات الملايين منذ وصول الادارة القطرية، يمني النفس بالوصول على اقله الى الدور نصف النهائي للمرة الثانية فقط في تاريخه بعد موسم 1994-1995 حين تخطى برشلونة بالذات (1-1 و2-1) لكنه اصطدم بالنادي الكاتالوني ولم يكن بالمستوى الذي يخوله تكرار ما حصل قبل 20 عاما فخسر ذهابا على ارضه 1-3 ثم ايابا امس الثلاثاء صفر-2.

وبعد انتهاء مشواره عند الدور ربع النهائي للمرة الثالثة على التوالي (خرج على يد برشلونة بالذات موسم 2012-2013 وتشلسي الانكليزي الموسم الماضي)، سيعود النادي الباريسي الى انجازاته المحلية حيث يسعى لاحراز الثلاثية.

وسبق لفريق المدرب لوران بلان ان فاز بمسابقة كأس الرابطة وسيكون مرشحا فوق العادة للفوز بمسابقة الكأس كونه يتواجه في النهائي مع اوكسير من الدرجة الثانية، كما ان لقب الدوري ليس بعيدا عن متناوله حيث يتشارك الصدارة مع ليون مع مباراة مؤجلة في جعبته يخوضها الثلاثاء المقبل ضد متز.

لكن بالنسبة لطموح نادي العاصمة في دوري ابطال اوروبا، فعليه الانتظار لكي يصل الى المستوى الذي يخوله مقارعة اندية من عيار عملاقي اسبانيا برشلونة وريال مدريد او بايرن ميونيخ الالماني.

"نريد تحقيق النتائج المرجوة فورا! هذه الامور تحتاج الى الوقت وباريس سان جرمان على المسار الصحيح"، هذا ما قاله بلان الذي طالب الجمهور بالصبر على الفريق الذي وضع له هدف الفوز باللقب القاري بحدود عام 2015 عندما وصل مالكوه القطريون في 2011 لكن تم تأجيل الهدف حتى 2018 بحسب توقعاتهم وخططهم المستقبلية.

وتابع بلان: "انه ناد كبير (برشلونة) لكنه تحلى بالصبر لكي يحقق الانتصار. لقبه الاول جاء عام 1992، وهذه فترة طويلة بالنسبة لناد مئوي... امل ان لا نضطر للانتظار لهذه المدة الطويلة".

وبعد تخطيه تشلسي في الدور الثاني، بدا سان جرمان وكأنه تخلى عن صفة الفريق الطموح وارتقى لمستوى الفريق المرشح للقب، لكن برشلونة اعاده الى ارض الواقع بعدما دك شباكه بخمسة اهداف بمجمل المباراتين.

وقد اظهر سان جرمان في مباراتيه مع برشلونة الى انه وصل الى اقصى طاقاته. في بداية المشروع القطري لسان جرمان، تحدث المدير السابق للنادي الباريسي البرازيلي ليوناردو عن ان الفريق بني من اجل اوروبا اكثر من التركيز على الدوري المحلي، لكن اليوم، اثبت برشلونة ان تشخيص ليوناردو كان في غير محله لان اللاعبين الذين بدوا قادرين على مقارعة الخصم الاسباني قلائل بينهم بلايز ماتويدي والايطالي ماركو فيراتي والبرازيلي ماركينيوس.

من المؤكد ان هذا الثلاثي يشكل نواة واعدة للمستقبل بالنسبة لسان جرمان، تضاف اليه خبرة القائد البرازيلي تياغو سيلفا ومواطنه الايطالي الجنسية تياغو موتا اللذين افتقدهما بلان كثيرا في لقاء الامس.

لكن بالنسبة للباقين، فعلى سان جرمان مراجعة حساباته. صحيح ان مالك النادي ناصر الخليفي لا يحب التخلي عن لاعبيه لكن عليه الان اتخاذ القرار الجريء في ظل قانون اللعب المالي النظيف الذي يحد من تحركاته الا في حال تأمنت التغطية المالية من خلال بيع بعض من اللاعبين الحاليين وعلى رأسهم الاوروغوياني ادينسون كافاني والارجنتيني ايزيكييل لافيتزي ويوهان كاباي او الهولندي غريغوري فان در فييل ولوكاس دينيي المرشحين للرحيل عن "بارك دي برينس".

ومن المؤكد ان هناك لاعبين يجب استمرارهم مع الفريق مثل السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والارجنتيني خافيير باستوري لكن هناك علامة استفهام حول مستواهما في مباريات من هذا العيار، كما الحال بالنسبة للحارس الايطالي سالفاتوري سيريغو.

اما بالنسبة للبلان فيرى الخليفي بان "المدرب قام بالكثير من الامور الايجابية وامل ان لا تهاجمه وسائل الاعلام" بعد خسارة لقاء امس.

ما هو مؤكد، ان مستقبل بلان ليس مضمونا الا في حال احرازه الثلاثية المحلية وحتى ذلك قد لا يكون كافيا لاستمراره في منصبه الذي يبدو ملائما بحسب الترشيحات لمدربين مثل الاسباني رافايل بينيتيز (نابولي الايطالي حاليا) او الفرنسي ارسين فينغر (ارسنال الانكليزي) والايطالي انتونيو كونتي (منتخب بلاده) او حتى ليوناردو.

اضف تعليق