إخلاص داود

يشهد العراق استفحال العديد من الظواهر السلبية التي هزت بناء المجتمع العراقي الذي يوصف بالمحافظ، نتيجة للظروف التي مر بها في ظل حكم حزب البعث البربري وما تبعه من ارهاب واستمرار التدهور الاقتصادي لدى الكثيرين.

ومن هذه الظواهر حالات الانتحار التي كان اغلب ضحاياها من الشباب الذين يعانون من الفقر والبطالة فبعد ان تقطعت بهم السبل واصابهم اليأس وخيبات الامل من تحسين معيشتهم ومع واقع لا يستطيعون تقبله او تغييره، لجأوا لطريقة قد حرمها الله من اجل الخلاص الابدي، يدفعهم في ذلك ضعف الوازع الديني والتشتت الفكري والذي بات سمة الكثير منهم.

وما قام به المواطن البصري والذي نشره عدد من المدونون والناشطون حين حرق هوية الاحوال المدنية الخاصة به أمام مبنى الحكومة المحلية في البصرة، وهدد بحرق نفسه في المرة القادمة في حال عدم توفير فرصة عمل له قبل عدة ايام خير دليل على ذلك.

وقد رصدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان إن نحو 3000 حالة انتحار في الفترة بين 2015 و2017 لدوافع مختلفة.

واعتبرت المفوضية أن زيادة معدلات الانتحار بدأت في عموم العراق منذ 2013 وعزت ذلك إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وقالت في بيان لها "قد بلغ عدد الذين قرروا إنهاء حياتهم خلال عام 2017 في ذي قار 119 شخصاً و76 وفي ديالى و68 وفي نينوى و44 في بغداد و33 في البصرة،.

فيما كشف مستشفى زايد في بغداد عن استقباله 18 محاولة انتحار خلال شهر آب 2018، ونقلت وسائل إعلام محلية عن مدير المستشفى، الطبيب عمار حسن كاطع، أن: "معظم حالات الانتحار كانت باستخدام السم، وعادة باستخدام المبيدات الحشرية، أو الإفراط في تعاطي الأدوية، وخاصة أدوية الاكتئاب أو المهدئات".

اضف تعليق