بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، جولة إقليمية شملت العراق ولبنان، في خطوة اعتبرها مراقبون محطة مفصلية في مسار تعزيز السياسات الأمنية والدبلوماسية للجمهورية الإسلامية، بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

تأتي هذه الزيارة في ظرف إقليمي بالغ الحساسية، لا سيما عقب الحرب المفروضة على إيران التي استمرت 12 يومًا، وما تبعها من تصاعد للتوترات الأمنية.

ويرى محللون أن اختيار لاريجاني لهذا المنصب جاء لخبرته السياسية ومكانته المرموقة لدى القيادات الإقليمية، خصوصًا في العراق.

استهل لاريجاني جولته من بغداد، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، في إشارة واضحة إلى الأهمية الاستراتيجية للعراق بالنسبة لطهران.

وشهدت الزيارة توقيع مذكرة تفاهم أمنية تنص على عدم السماح باستخدام أراضي أي من البلدين ضد الآخر، ما يمثل التزامًا متبادلًا بالأمن المشترك وردعًا للتدخلات الخارجية.

كما اتفق الجانبان على مواجهة أي دعم علني أو سري من قبل الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة للجماعات الإرهابية في المنطقة، وعلى تكثيف المشاورات الإقليمية، بما في ذلك عقد اجتماع ثلاثي يضم إيران والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

الزيارة شملت أيضًا أنشطة ذات طابع شعبي، حيث حضر لاريجاني بعض مواكب الأربعين وشارك في تقديم الخدمات للزوار، في تجسيد لما وصفه مراقبون بـ"الدبلوماسية الشعبية الإيرانية" التي تعزز الروابط الثقافية مع العراق.

وفي محطته الثانية، وصل لاريجاني إلى لبنان، حيث أكد موقف طهران الثابت بأن أمن المنطقة يجب أن تتولاه دولها بعيدًا عن التدخلات الأجنبية، مشددًا على دعم إيران لاستقلال لبنان ووحدة أراضيه وحق شعبه في الدفاع عن نفسه، خصوصًا في ظل الضغوط الأمريكية الرامية لنزع سلاح حزب الله.


المصدر: صحيفة ايران+وكالات

م.ال

اضف تعليق