راهن تنظيم داعش الإرهابي مجدداً على الفتاوى، عقب هزيمته في آخر معاقله بمدينة الباغوز شرقي سوريا.
وحلل مؤشر عالمي للفتوى، تابع لدار الإفتاء المصرية "الخطاب الإفتائي للتنظيم منذ ظهوره؛ حيث بدأ بإطلاق دعاوى الحشد، بهدف إقامة الدولة (المزعومة)، مروراً بفتاوى التمكين، والأسر واستلاب الأموال، وانتهاك الأعراض، وانتهى بفتاوى الهزيمة التي تدعو إلى الصبر والثبات".
يشار إلى أن "داعش" استغل "سلاح الفتاوى" في تحريك وصناعة الأحداث بشكل عام؛ وطوع الفتوى لتحقيق أهدافه بنسبة تصل إلى 90 في المائة... وتمثلت فتاوى الحشد في طاعة القائد والخليفة، واستغلال النساء والأطفال، وسرقة ونهب ممتلكات وآثار الدول، واللجوء لإباحة العملات الرقمية المشفرة لمزيد من البقاء وتمويل عناصر التنظيم، أما فتاوى الهزيمة فتركزت على الصبر والتذكير بالشهادة ودخول الجنة.
وأكد المؤشر المصري أن التنظيم استخدم سلاح الفتاوى، ليعيد الروح من جديد في جسد التنظيم المنهار، والإعلان عن موته إكلينيكياً؛ حيث بدأ يحث أتباعه على عدم اليأس والتبرع بالمال والنفس فداءً لبقائه.
وقال مؤشر الفتوى إنه في ظل الدعوات التي تطالب بالانقلاب على أبو بكر البغدادي زعيم "داعش" الإرهابي الذي انقطعت صلته بالتنظيم بعد الهزيمة التي مُني بها أتباعه، بلغت نسبة الفتاوى التي دعت لإسقاط مبايعته نحو 30 في المائة... أما فتاوى التبرع بالأموال فجاءت بنسبة 25 في المائة، في حين مثلت فتاوى الصبر عند الهزيمة 20 في المائة، أما فتاوى "عدم الدفاع عن الملاحقين من قبل الأمن" مثلت 15 في المائة... وأخيراً جاءت فتاوى الاستمرار في الجهاد، والحث على الانتشار عبر "تويتر" بنسبة 5 في المائة لكل منها من جملة فتاوى الهزيمة والانحسار.
وعن العوامل التي أدت إلى هزيمة التنظيم وانحسار نفوذه، أرجعها المؤشر إلى مقتل كثير من عناصره بنسبة 30 في المائة، ومواصلة الأجهزة الأمنية في كثير من الدول للمواجهة المباشرة وتتبع أعضاء "داعش" والمنتمين له عبر "السوشيال ميديا" واختراق حساباتهم بنسبة 25 في المائة، فضلاً عن فقدان التنظيم الإرهابي لمصداقيته بين أتباعه، بالإضافة إلى "الخلافات الآيديولوجية مع التنظيمات الأخرى مثل القاعدة"، ومحاصرة مصادر تمويله.
وأوضح المؤشر المصري أن التنظيم قبل أن يُمنى بالهزيمة، كان يستخدم نفس سلاح الفتاوى في حشد وتجنيد مزيد من الأتباع. ونادت هذه الفتاوى بعدم مخالفة القائد بنسبة 15 في المائة، كما جاءت فتاوى مشاركة النساء والأطفال بنسبة 30 في المائة، وفتوى جواز مشاركة المرأة في ساحات القتال والدفاع عن أراضي التنظيم، التي وردت في الإصدار المرئي "غزوة الثأر للعفيفات"، مؤكداً أن فتاوى تنظيم "داعش" الإرهابي تدعو لطمس الوطنية وتنسف فكرة الدول والحدود والأوطان، وأن مفهوم "الولاء والبراء" وهو سلاح مشوه، يلصقون به الجهاد في حق أتباعهم ويدفعونه في حق مخالفيهم، كما أن الوطنية في مفهومهم ومعتقداتهم هي ولاء الأفراد والأتباع أياً كان موضعهم للدولة المزعومة.
وأشار المؤشر إلى استخدام "داعش" للوسائل التكنولوجية الحديثة في الحشد والاستعطاف والتواصل بين أتباعه بنسبة 18 في المائة، وتجنيد النساء والأطفال بنسبة 12 في المائة، وسرقة ونهب ثروات وآثار وممتلكات الدول والمناطق التي يقطن بها أفراده بنسبة 8 في المائة، والقدرة على نشر خلايا إرهابية في أكثر من مكان وتزويدها بالأسلحة بنسبة 5 في المائة.انتهى/س
اضف تعليق