كشفت دراسة حديثة صادرة عن "المعهد الدولي للدراسات الأمنية" أن أوروبا رفعت إنفاقها الدفاعي بشكل كبير منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، إلا أن قدراتها العسكرية لا تزال تعاني من أزمات هيكلية عميقة.

وأشار التقرير، الذي نُشر تزامناً مع انعقاد "قمة براغ للدفاع"، إلى أن الإنفاق الدفاعي لأعضاء الناتو الأوروبيين ارتفع بنحو 50% مقارنة بعام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم. ورغم هذا الارتفاع، فإن القوات المسلحة الأوروبية لا تزال تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة في جميع المجالات العسكرية.

وأضاف التقرير أن ترسانة أوروبا العسكرية تعرضت لاستنزاف كبير بسبب سياسات تقليص الدفاع في أعقاب الحرب الباردة، ومع ذلك، شهد قطاع الإنتاج العسكري الأوروبي بعض التعافي، خاصة في مجالات الدفاع الجوي والمدفعي، حيث ازداد إنتاج الذخائر بشكل لافت استجابة للاحتياجات الأوكرانية.

على سبيل المثال، رفعت شركة "راينميتال" الألمانية إنتاجها السنوي من ذخيرة عيار 155 ملم بمقدار عشرة أضعاف ليصل إلى 700 ألف وحدة.

وأشار التقرير إلى زيادة شراء الدول الأوروبية للأسلحة المصنعة محلياً، حيث تجاوزت نسبة الإنفاق على الأنظمة الأوروبية 50% منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، مقارنة بـ34% على الأنظمة الأمريكية.

ورغم ذلك، تواجه الدول الأوروبية تحديات في تعزيز قواها البشرية، إذ تعاني العديد من القوات المسلحة من نقص في العسكريين، وسط صعوبة جذب الجيل الشاب للتطوع بسبب ضعف الحوافز.

ويأتي هذا التقرير وسط مخاوف من تداعيات سياسية محتملة، أبرزها عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة، مما قد يعرض الدعم الأمريكي لأمن أوروبا وأوكرانيا للخطر.


م.ال

اضف تعليق