شهد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومغادرة الأخير من البلاد ردود أفعال دولية متباينة، مع إعلان الفصائل المسلحة سيطرتها على العاصمة دمشق.
التطورات السريعة، التي أنهت حكم الأسد الممتد منذ 24 عامًا، أثارت اهتمامًا عالميًا واسعًا وسط مخاوف من التداعيات الإقليمية.
ترامب: "رحل الأسد.. روسيا وإيران في حالة ضعف"
في أول تعليق له على الأحداث، اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عبر منصته "تروث سوشال"، أن سقوط الأسد يعكس تراجع نفوذ روسيا وإيران في سوريا.
وقال: "رحل الأسد. لم تعد روسيا بقيادة فلاديمير بوتين مهتمة بحمايته بعد الآن".
وأشار ترامب إلى أن انشغال روسيا بحرب أوكرانيا، التي كلفتها خسائر بشرية فادحة، أضعف دورها في سوريا، بينما تواجه إيران ضغوطًا متزايدة من إسرائيل واقتصادًا يعاني بشدة.
تركيا: "نهاية حقبة مظلمة"
وصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سقوط النظام السوري بأنه "نهاية لفترة مظلمة"، منتقدًا تجاهل الأسد فرص الحوار الوطني ومبادرات المصالحة مثل محادثات أستانة. وأكد أن أنقرة تراقب عن كثب تطورات الوضع، محذرًا من استغلال تنظيمات متشددة مثل داعش وحزب العمال الكردستاني للفراغ السياسي.
كما شدد فيدان على أن تركيا تنسق مع الولايات المتحدة لضمان عدم سيطرة الجماعات المسلحة على أي جزء من الأراضي السورية.
مواقف عربية متباينة
على الصعيد العربي، أكد الأردن أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا، وصرحت مصادر حكومية بأن "العمل جارٍ لتعزيز الاستقرار الإقليمي".
وفي الإمارات، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، أنور قرقاش، إن "سوريا لا تزال تواجه تحديات كبيرة"، معربًا عن قلقه من بقاء التشدد والإرهاب مصدر تهديد رئيسي.
في المقابل، وصفت السفارة السورية في قطر سقوط النظام بأنه "يوم تاريخي"، مشيدة بصمود الشعب السوري، ودعت إلى الوحدة الوطنية والعمل لبناء مستقبل جديد للبلاد قائم على الحرية والعدالة.
ترقب أميركي ودولي
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه يتابعون عن كثب تطورات الأوضاع في سوريا، حيث صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، شون سافيت، بأن الإدارة الأميركية تراقب الموقف بالتنسيق مع الحلفاء لضمان عدم انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى.
سيناريوهات المستقبل
بينما تشهد سوريا منعطفًا تاريخيًا، تبقى التساؤلات قائمة حول تداعيات سقوط الأسد، خصوصًا في ظل غياب رؤية واضحة لمرحلة ما بعد النظام. المجتمع الدولي يراقب بحذر تطورات الموقف، وسط مخاوف من فراغ أمني قد تستغله الجماعات المسلحة، ما يضع مستقبل سوريا والمنطقة على المحك.
م.ال
اضف تعليق