في خطوة نحو تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية، أعلنت 12 دولة عن تخليها رسميًا عن استخدام الدولار في تسوية المدفوعات التجارية عبر الحدود. بعدما اتفقت على استخدام عملاتها المحلية في التعاملات المالية، في خطوة تعكس سعي الاقتصادات الناشئة لتعزيز سيادة عملاتها وتقليل تأثير الدولار في أسواق النقد الأجنبي.

ويأتي هذا التوجه في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد العالمي، حيث تسعى الدول لتقوية عملاتها المحلية في ظل تزايد النقاشات حول هيمنة الدولار الأمريكي على النظام المالي العالمي.

ويظهر هذا التحول بشكل خاص في دول رابطة الدول المستقلة، التي تتكون من 12 دولة، حيث تم تسوية 85% من المعاملات عبر الحدود باستخدام العملات المحلية في عام 2024، في حين أن 15% فقط من المدفوعات تمت باستخدام الدولار الأمريكي، ما يعكس تزايد تراجع الاعتماد على العملة الأمريكية.

ويعود هذا التوجه بشكل جزئي إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا في شباط 2022، ما دفع روسيا والصين إلى تحفيز دول أخرى على التخلي عن الدولار الأمريكي.

وقد شكلت هذه العقوبات فرصة للعديد من الدول لتعزيز استخدام عملاتها المحلية وتجنب الاعتماد على العملة التي تسعى الولايات المتحدة إلى الهيمنة بها.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في قمة رابطة الدول المستقلة على أن استخدام العملات الوطنية في المدفوعات التجارية بين دول الرابطة قد تجاوز بالفعل 85%، مشيرًا إلى أن هذه العملية تسهم في تعزيز السيادة الاقتصادية والتكنولوجية لدول المنطقة.

وبالرغم من أن هذا التحول قد يبدو تدريجيًا، إلا أن آثار "إزالة الدولرة" قد تكون عميقة، خاصة إذا استمرت هذه الدول في تعزيز استخدام عملاتها المحلية في المعاملات الدولية.

وتشير التحليلات إلى أن تزايد استخدام العملات الوطنية قد يؤثر على قيمة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، خاصة في حال اتجهت المزيد من الدول إلى تنويع احتياطياتها المالية من خلال الذهب وأصول أخرى.

وقد تشكل السنوات المقبلة نقطة تحول رئيسية في مسار الاقتصاد العالمي، حيث من المتوقع أن يتسارع اتجاه نزع الدولرة، مما يؤدي إلى تحديات جديدة للهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي.

وتعد هذه الرابطة منظمة دولية أورو-آسيوية مكونة من 12 جمهورية سوفياتية سابقة ومقرها في مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، وتضم كل من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا ومولدوفا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان وطاجكستان وقرغيزستان.


ترجمة وكالة النبأ

م.ال


اضف تعليق