في عام 2025، يواصل العراق مواجهة تحديات معقدة على الصعيدين الإقليمي ‏والدولي، حيث ‏يسعى لتحقيق توازن بين القوى الكبرى وضمان استقراره الداخلي‎.‎

في كانون الثاني/يناير 2025، أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن ‏خطط ‏لتوقيع اتفاقية أمنية مع المملكة المتحدة خلال زيارة رسمية إلى لندن، يهدف الاتفاق ‏إلى تعزيز ‏التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين، خاصة في ظل التوترات ‏الإقليمية المستمرة. السوداني أكد ‏على أهمية هذه الخطوة في تعزيز العلاقات الثنائية ‏ومعالجة التحديات الأمنية المشتركة‌‏.‏

في نفس الشهر، صرح وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، بأن الحكومة بصدد ‏إقناع الفصائل ‏المسلحة المدعومة من إيران بتسليم أسلحتها أو الاندماج في القوات ‏الأمنية الرسمية. ‏

يأتي ذلك في وقت حساس حيث تسعى الحكومة لتحقيق توازن في علاقاتها مع كل ‏من واشنطن ‏وطهران، خاصة مع التوترات المتزايدة في المنطقة، حسين شدد على ‏ضرورة أن تكون الفصائل ‏المسلحة تحت سيطرة الدولة لضمان استقرار العراق‌‏.‏

مع بداية عام 2025، أشار المختص في الاقتصاد الدولي، نوار السعدي، إلى ‏توقعات بتحسن النمو ‏الاقتصادي للعراق بنسبة 5.3% خلال العام، مدفوعا باستقرار ‏أسعار النفط وزيادة الاستثمارات في ‏القطاعات غير النفطية. ‏

ومع ذلك، أبدى السعدي قلقه من العجز المتوقع في الموازنة العامة، والذي قد يصل ‏إلى 7.6% من ‏الناتج المحلي الإجمالي، بسبب تقلبات أسعار النفط والاعتماد الكبير ‏على الإيرادات النفطية‎. ‎

وفي سياق متصل، أورد موقع "تبيين" للدراسات الاستراتيجية أن عام 2025 ‏سيكون محوريا في ظل ‏التحديات الاقتصادية العالمية، مثل الحروب التجارية ‏والنزاعات المسلحة. ‏

العراق، كجزء من هذا النظام العالمي، سيواجه تحديات تتطلب استراتيجيات واضحة ‏للتعامل مع ‏المتغيرات، بما في ذلك تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، ‏وتعزيز التعاون مع دول الجوار ‏والمنظمات الدولية لتحقيق استقرار اقتصادي ‏وسياسي‌‏.‏

في أواخر كانون الثاني/يناير 2025، أكد نائب رئيس البرلمان العراقي، محسن المندلاوي، أن ‏تراجع ‏النفوذ الإيراني في المنطقة لن يؤثر سلبا على العراق. ‏

المندلاوي أشار إلى أن العراق يسعى لإقامة علاقات دبلوماسية مستقلة وتقليل نفوذ ‏الجماعات ‏المسلحة، مع الحفاظ على الروابط التاريخية مع إيران. هذا التوازن يأتي ‏في ظل الضغوط المتزايدة ‏من الولايات المتحدة على الفصائل المدعومة إيرانيًا في ‏العراق.‏

‏ شهدت المنطقة تطورات لافتة، أبرزها التقارب بين دمشق وبغداد وأنقرة، مما ‏يعكس تحولًا في ‏الجغرافيا السياسية الإقليمية. هذا التقارب يفتح آفاقا جديدة للتعاون ‏الاقتصادي والأمني، ولكنه يحمل ‏تحديات تتعلق بتوازنات القوى الإقليمية‌‏.‏

ويواجه العراق ضبابية في المشهد السياسي الداخلي، حيث يعتمد مستقبله على كيفية ‏تعامله مع ‏الضغوطات الإقليمية والحفاظ على استقراره الداخلي، الانتخابات المقبلة ‏ومصير قوات "الحشد ‏الشعبي" ستكون مؤشرات رئيسية على الاتجاه الاستراتيجي ‏لبغداد، وستختبر قدرة العراق على تأكيد ‏استقلاليته وسط التغيرات الإقليمية‌‏.‏

تسعى الحكومة العراقية إلى إعادة حساباتها بشأن وجود التحالف الدولي على ‏أراضيها، في ظل ‏التحولات الإقليمية والدولية، سيادة العراق على المحك، ‏والحكومة تعمل على تحقيق توازن بين ‏مختلف القوى الدولية والإقليمية لضمان ‏استقلالية القرار الوطني‌‏.‏

العراق يتعامل بحذر مع التغيرات في السياسة الأمريكية، خاصة مع عودة الرئيس ‏ترامب إلى البيت ‏الأبيض فان الرئيس العراقي أعرب عن أمله في أن تسهم السياسة ‏الأمريكية في تخفيف التوترات ‏الإقليمية وحل النزاعات، مع التأكيد على ضرورة ‏الحفاظ على علاقات متوازنة مع إيران.‏

 

وكالة النبأ+وكالات


اضف تعليق