استقبل المرجع الديني آية الله السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الامين العام للعتبة الحسينية السيد جعفر الموسوي وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، بتاريخ الأول من شهر ذي القعدة الحرام 1438للهجرة (25/7/2017م).
رحّب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بالضيف الكريم، قال فضيلة السيد الموسوي لسماحته دام ظله: أبلغكم سلام وتحيات السادة والفضلاء في الأمانة العامة والعاملين في الروضة الحسينية المقدّسة جميعاً، بالأخص سلام وتحيات حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد المهدي الكربلائي ـ المتولّي الشرعي للعتبة الحسينية المقدّسة ـ
قال السيد الموسوي أيضاً: سيدنا! أنتم في عزّ، رغم ما تعرضتم له من تجاوزات التي لا زالت موجودة لحد الآن. فأنتم في عين الله تعالى، وانّ ما تتحمّلونه هو لله تعالى فقط، وليس للمصلحة المادية أو المصلحة الدنيوية، وهو في سبيل الله تعالى.
وشكر سماحة المرجع الشيرازي دام ظله وأبلغه إيصال سلامه لكافّة العاملين والخدمة في العتبة الحسينية المقدّسة وكذلك لحجّة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد المهدي الكربلائي.
وقال سماحته في بيان اطلعت وكالة النبأ للأخبار على نسخة منه: يبدو لي، بل وأتصوّره، أنّ من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها كثيراً وكثيراً في العراق من بعد داعش، هي تثقيف الشباب العراقي. لأنّ العراق يتعرّض لهجمة واسعة وعظيمة من الغربيين العلمانيين، ومن الشيوعيين إلى البعثية والوهابية، وإلى المشاكل الداخلية المثارة من قبل بعض المنحرفين. وهذا الوضع يوجب علينا أن نقوم بتعبئة الشباب، تعبئة علمية ثقافية عقائدية، عبر اللسان والمنابر والمواكب والإعلام وغيرها. فالعراق اليوم، وككل، بحاجة إلى هذه التعبئة، بالأخصّ عبر القنوات الفضائية التي يجب الإكثار منها لتثقيف الناس والشباب، وبالخصوص في المجالات العقائدية.
وبيّن سماحته، كان والدي رحمه الله، يقول إذا تم تقوية عقائد الشباب وإيمانهم بالله تعالى، واعتقادهم وإيمانهم بيوم الحساب وأنه هناك جزاء على الأعمال، صغيرها وكبيرها، وإذا صار الشباب أصحاب عقيدة صحيحة، فهم بأنفسهم سيقومون بالبحث عن المسائل الشرعية، وذلك لأن العقيدة الصحيحة هي التي تدفع إلى تعلّم المسائل والقضايا الأخرى. وأما إذا لم تصحّح عقائد الشباب، ونعلّمهم ألف مسألة شرعية، فإما يبقى هؤلاء الشباب ينتظرون أن نعلّمهم المسألة الواحدة بعد الألف والثانية والثالثة، وهكذا، وربما لا ينتظرون.
وقال سماحته: في الخمسينيّات أصبحت يد الشيوعية مفتوحة في العراق، وانهالت إثر ذلك على العراق الملايين من الكتب الشيوعية المعادية للدين ولله تعالى، ككتاب (أين الله) والعياذ بالله، وغيرها من كتب الكفر والإلحاد، وكانوا يوزّعونها بالمجان. حتى ان كميات الكتب التي دخلت العراق حينها كانت أكثر من نفوس العراق بأضعاف! وإثر ذلك، أمر المرحوم والدي، كافّة الطلبة في الحوزة العلمية من كبار أساتذة بحث الخارج وغيرهم من الأساتذة وإلى طلاب العلوم الدينية حتى المبتدئين منهم، أمرهم بأن يجلسوا كل ليلة في الجوامع والمساجد والحسينيات كلّها في محلاّتهم ومناطقهم، ولو لمدّة ربع ساعة، وأن يقوموا بتعليم وتثقيف الشباب العقائد الإسلامية. والملفت في هذا الأمر انّ الوالد رحمه الله كان قد أكّد عليهم أن لا يتطرّقوا للمسائل الشرعية أبداً، أي مسائل الحلال والحرام والطهارة والصلاة وغيرها من العبادات والمعاملات، بل أن يعلّموهم المسائل والقضايا العقائدية فقط. وكان لهذا العمل نسبة جيّدة من التأثير الصحيح على الناس بالأخص على الشباب في مواجهة الغزو الشيوعي للعراق.
وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، حديثه قائلاً: أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقكم ويوفّق الجميع لهذا الأمر المهم.
هذا، وقدّم فضيلة السيد جعفر الموسوي لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله، تقريراً عن أهم الفعاليات والأعمال التي قامت وتقوم بها العتبة الحسينية المقدّسة في سبيل تثقيف الناس والشباب عبر مختلف الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة، وبالأخصّ في أيام الزيارة الأربعينية الحسينية المقدّسة. فبارك لهم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، وذلك وتمنّى لهم ولجميع العاملين، الموفقية من الله تعالى ودوامها.انتهى/س
اضف تعليق