قال تقرير لمحطة دوتش فيلة الالمانية ان التقارب الاخير بين العراق والسعودية لم يكن عادياً وطرح العديد من الاسئلة حول اهداف خفية واخرى تشير بوضوح ان الهدف هو ضرب ايران بعمقها العراقي.
ويقول التقرير "في الثلاثين من شهر يوليو/ تموز 2017 زار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر السعودية بدعوة من ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان. ولا تزال الزيارة والتقارب بين الجانبين يطرحان الكثير من الأسئلة حول توقيتها والأهداف الرسمية المعلن عنها، وغير المعلن عنها".
"فالسعودية التي تعتبر نفسها راعية للإسلام السني، دأب كثير من شيوخها ووسائل إعلامها على التهجم على شيعة العراق وتكفيرهم، حسبما يشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي". يكمل التقرير.
ويضيف "مباشرة بعد عودته إلى العراق حث الصدر أتباعه على إزالة اللافتات المناهضة للسعودية"، كما دعا الرياض إلى "إيقاف الخطابات العدائية من قبل رجال الدين المتشددين والذين يصفون الشيعة بالكفار".
ويتابع التقرير "بين التأويلات المتداولة على نطاق واسع هو أن الهدف من التقارب السعودي مع العراق ليس (درء الانقسام الطائفي) بل هو محاولة من الرياض لتحجيم نفوذ إيران في العراق". أما تجاوب الصدر مع الرياض فيقرأه آخرون على أنه "جزء من مساعي الصدر لتعزيز صورته العربية والقومية".
وينقل التقرير عن الدكتور علي رمضان الأوسي، مدير مركز دراسات جنوب العراق رأي مختلفاً اذ يشير ان "السعودية توجد الآن في وضع حرج جداً داخلياً وإقليمياً. كما أن حوالي نصف ترليون دولار الذي ستخصصه السعودية لشراء الأسلحة الأمريكية أثقلها اقتصادياً، وهي تريد أن تهرب إلى الأمام من هذه المشاكل".
اما مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية في القاهرة، فيرى وفقاً للتقرير أن التحرك السعودي يهدف إلى "تكريس تفعيل التناقضات والانقسامات داخل الأطراف الشيعية العراقية". ويضيف اللباد في حديث مع DW أن ما يؤكد هذا المعطى هو: "وجود تيارات شيعية تريد الانفتاح على السعودية وأخرى تعارضه، خصوصا التيارات الموالية لإيران". كما يعتبر اللباد التقارب بين الجانبين بأنه محاولة من الرياض "للتصعيد ضد طهران وتحالفاتها بالعراق عن طريق مبادرة التهدئة العراقية".
وينقل التقرير رأيا ثالثا عن محمد عبد الله آل زلفى العضو السابق في مجلس الشورى السعودي، نفى فيه وجود حسابات سياسية وراء التقارب السعودي مع العراق. وبالنسبة له فهذا التقارب يعد "أمراً طبيعيا".
وأضاف أن "تأسيس العراق الحديث كان متزامنا مع تأسيس السعودية الحديثة وكان دائما هناك تعاون كبير بين شعبي البلدين وحكامهما". وقلل آل زلفي من تأثير "غزو" العراق على الكويت على العلاقات بين البلدين. في المقابل يرى آل زلفى أن التباعد "بدأ عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين" لأنه جاء بـ"المد الشيعي في العراق"، على حد وصفه. انتهى /خ.
اضف تعليق