نشر موقع "ميداني" المتخصص في الشؤون العسكرية والميدانية صورة لزعيم جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقا) أبو محمد الجولاني وقارنها بالصوة التي كانت المخابرات العراقية قد سربتها سابقاً،
وقال "ميداني" أنه بعد التدقيق والمقارنة العلمية في ملامح الوجه تبيّن تطابق الصورتين بالكامل، وبين "لقد قمنا بتصميم صورة مطابقة لما أظهرته شاشة برنامج خاص Facial recognition system من تطابق في العيون والأنف والفم واستدارة الوجه وغيرها من نقاط تثبيت التطابق".
وأبو محمد الجولاني واسمه الحقيقي أسامة العبسي الواحدي ولد في بلدة الشحيل بمدينة دير الزور عام 1981 من عائلة أصلها من محافظة إدلب ويلقب بالفاتح ويعرف بكنيته وهو قائد "جبهة النصرة لأهل الشام" والتي تأسست بعد أشهر من اندلاع الحرب السورية.
انضم الى "تنظيم القاعدة" وفرعه العراقي بعد الغزو الأميركي 2003، حيث عمل تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي ثم خلفائه من بعده. ترقى بسرعة في صفوف التنظيم حتى أصبح من الدائرة المقربة من الزرقاوي، وبعد اغتيال الأخير في غارة أميركية 2006، خرج الجولاني من العراق إلى لبنان حيث يُعتقد أنه أشرف على تدريب "جند الشام" المرتبط بتنظيم القاعدة.
من لبنان عاد الجولاني مجددا إلى العراق فاعتقله الأميركيون وأودعوه "سجن بوكا" الذي كانوا يديرونه جنوبي البلاد، ثم أطلقوا سراحه 2008 فاستأنف نشاطه العسكري مع ما كان يسمى "الدولة الإسلامية في العراق" التي تأسست في أكتوبر/تشرين الأول 2006 بقيادة أبو بكر البغدادي، وسرعان ما أصبح رئيسا لعملياتها في محافظة الموصل.
وخلعت جبهة النصرة في سوريا عباءة تنظيم القاعدة العالمي، والتي لبستها غصباً بعدما أفشى أبو بكر البغدادي هذا الانتماء في نيسان / ابريل من العام 2013، بإعلانه حينها دمج فرعي القاعدة في العراق والشام، تحت مسمى "الدولة الإسلامية" داعش.
وتبدلت الأحوال وتغيرت خلال الأعوام القليلة الماضية، فلا البغدادي بقي مع القاعدة ولا حتى الجولاني، لعلة في المشروع نفسه، فلو كانت القاعدة ذات رؤية واضحة، لما تخلى عنها الرجلان، ولو كان أيمن الظواهري ذو شخصية قيادية، لما تخلى عنه "جندياه" البغدادي والجولاني.
وأقدم الجولاني على الانفصال عن القاعدة ، استجابة لرغبات العديد من الجهات، من داخل جبهة النصرة ومن خارجها، بعدما خلت من قيادات الرعيل الأول من تنظيم القاعدة، وبعدما تخلص الجولاني من جميع الأصوات التي كانت تعارض بشدة هذه الخطوة بحسب العديد من التقارير، وأبرزها جماعة خراسان بقيادة الكويتي محسن الفضلى، ومن أبرز أعضائها السعودي عبدالمحسن الشارخ، بالإضافة إلى أبو فراس السوري، والقيادي أحمد كساب المسالمة، وغيرهم من القادة.
خطوة فك الارتباط تثير العديد من التساؤلات، حول مصير الاجانب في بلاد الشام، الذين لم يلجأوا إلى داعش ابان فترة الخلاف، باعتبار أن مشروع النصرة هو إقامة "الخلافة الاسلامية" في سوريا، وفك الارتباط هو تخلٍ عن هذا الهدف، وقبول بمخرجات الاتفاقات الدولية بشأن الأزمة السورية. انتهى/خ.
اضف تعليق