مع ظهور عصر التكنلوجيا الحديثة، والتطوّر الكبير الحاصل في مجال وسائل الإعلام، بات التوجّه الجديد لدى صنّاع القرار، هو الانتقال من أسلحة الدمار الشامل إلى سلاح آخر أفتك وأخطر، وهو سلاح الإعلام. فقد أثبتت وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر أن بإمكانها أن تحقّق الهدف المطلوب من وراء الحروب، من دون خوض الحرب نفسها ومن دون ضرب البُنى التحتية للدول المستهدفة، وأن تنال الكثير من الأهداف من دون التصادم والمواجهة وجهاً لوجه مع المستهدف أو العدو.
الماكنة الإعلامية التي تديرها القوى العظمى أثبتت أنها تستطيع اليوم وببساطة، أن تحقّق أهدافها في استعباد شعوب العالم، والهيمنة على ثقافاتها، بل واستبدال الثقافات بثقافات أخرى بديلة مزيّفة، وبأفكار وهمية تفرضها إملاءات الدول الاستعمارية.
كل ذلك يحصل في إطار الحرب الإعلامية للهيمنة على ثقافات الشعوب ومقدّراتها وثرواتها. وذلك لا يحصل إلاّ عبر ترسيخ الأفكار والأوهام المُنتجة في المصانع الاستعمارية لخداع الشعوب وتضليلها.
بهذا الصدد، وفي يوم الجمعة الموافق للثالث عشر من شهر ربيع الأول 1437 للهجرة (25/12/2015م)، زار بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة قم المقدّسة، جمع من الشباب والنشطاء الثقافيين والإعلاميين من مدينة أصفهان الإيرانية.
في هذا اللقاء أشار سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، إلى التوسّع الكبير الحاصل في المجال الإعلامي، واعتبر سماحته مسؤولية الإعلام هي نشر الوعي بين فئات المجتمع وطبقاته المختلفة
كما وأثنى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، في سياق حديثه على الجهود القيّمة التي يبذلها الإخوة الإعلاميون، سيما الشباب الذين يعملون بوصايا وتوجيهات المرجعية في المجالين الثقافي والإعلامي
كما التقى الوفد الشبابي والإعلامي، بنجل سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي، وألقى عليهم كلمة أشار فيها إلى دور القنوات الفضائية والإعلام بشكل عام في عالم اليوم، وتأثيره نشر الإسلام والتعريف بمبانيه الحقيقية الأصيلة للعالم أجمع.
فقد قال نجل سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: إنّ الإعلام اليوم، وبالذات القنوات الفضائية، بات سلاحاً فاعلاً بيد القوى العالمية المهيمنة، بينما يتوق العالم إلى معرفة الإسلام الواقعي ومبانيه الفكرية. لذا فمن الواجب علينا جميعاً، كشيعة وموالين لأهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، أن نعرّف الإسلام الأصيل بالشكل المطلوب الذي يحتاج إليه العالم.
وأضاف: إنّ التعريف بالإسلام الحقيقي ومواجهة الإعلام المُضلّل، وردّ وتفنيد التهم الموجّهة ضد الإسلام، يستلزم منّا تكثيف الجهود وإيجاد أرضية مناسبة للمتخصّصين في هذا المجال.
وفي جانب آخر من كلامه أشاد نجل سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، بالجهود الكبيرة المبذولة في جانب خدمة أهل البيت صلوات الله عليهم، وأكد بقوله: إنّ هدف الإعلام والقنوات الفضائية التابعة لأتباع أهل البيت صلوات الله عليهم يجب أن يكون فاعلاً في مجال تقديم الخدمة للمجتمع ونشر الوعي بينهم، ليمكن من وراء ذلك توسيع دائرة الحقّ والعدالة في مجتمعاتنا الإسلامية.
وأردف بقوله: وهذا الأمر يستلزم بأن تحافظ القنوات الفضائية على استقلاليتها، وأن لاتضع نفسها في موضع المحتاج للمال الذي تبذله قوى السوء والهيمنة.
وفي ختام كلامه قال دام عزه: نظراً إلى الدور الكبير الذي تحظى به وسائل الإعلام في دائرة الحياة الفردية والاجتماعية، لذا يجب على القوى الفاعلة في مجال الإعلام أن تعمل على تحصيل التخصّص المطلوب وإن كان ذلك صعباً بغية تحقيق الأهداف المطلوبة.
اضف تعليق