أشارت دراسة حديثة إلى أن البكاء أثناء مشاهدة الأفلام أو الشعور بأن المواقف العادية تشكل تهديداً قد يكون مؤشراً على العصابية، وهي سمة شخصية تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 10%.

العصابية، التي تعد واحدة من خمس سمات رئيسية في علم النفس، ترتبط بمشاعر مثل القلق والحزن والانزعاج، وتصف الأشخاص الذين يميلون إلى القلق المفرط، الوحدة، والانفعال.

وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من العصابية قد يكونون أكثر عرضة للوفاة المبكرة بسبب تأثيرها السلبي على العقل والجسد.

وحددت الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة ولاية فلوريدا، أن الوحدة تعد أقوى مؤشر على الوفاة المبكرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى أمراض في الجهاز التنفسي والهضمي، بالإضافة إلى إيذاء النفس عمداً.

كما أشارت إلى أن مشاعر الإرهاق وتقلب المزاج تزيد أيضاً من خطر الوفاة.

وتم تحليل بيانات نحو نصف مليون شخص من بنك البيانات البيولوجية البريطاني، والذين أكملوا تقييماً للعصابية بين عامي 2006 و2010.

ووجد الباحثون أن حوالي 43,400 شخص توفوا خلال فترة الدراسة، بمتوسط عمر 70 عاماً. كانت الأسباب الرئيسية للوفاة السرطان، ثم أمراض الجهاز العصبي والجهاز التنفسي والهضمي.

وأشار الفريق البحثي إلى أن الأشخاص الذين أبلغوا عن شعورهم بالوحدة كانوا أكثر عرضة للوفاة من أولئك الذين شعروا بالقلق أو الذنب.

كما كشفت الدراسة أن تأثير الوحدة على الصحة يمكن أن يكون مدمراً، حيث يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29%، والسكتة الدماغية بنسبة 32%، وخطر الإصابة بالخرف بنسبة 50% لدى كبار السن.

وتعد العصابية أيضاً مؤشراً قوياً على تطور الأمراض العصبية مثل ألزهايمر وباركنسون، وكذلك أمراض أخرى مثل السكتة الدماغية ومتلازمة الأمعاء المتهيجة ومرض الانسداد الرئوي المزمن.

وأكد الباحثون أن هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية الصحة النفسية والاجتماعية في تعزيز طول العمر وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالعزلة والعصابية.


م.ال

اضف تعليق