تمكن باحثون من جامعة بون الألمانية من التوصل إلى طريقة تُفسر كيفية تحقيق العين لحدة بصرية فائقة، وذلك عبر دراسة دور حركات العين الدقيقة وكثافة الخلايا المخروطية في شبكية العين. ونُشرت نتائج البحث يوم الثلاثاء في دورية eLife، مما يعزز فهمنا لآلية الرؤية الحادة.
وأوضح الباحثون أن الرؤية الحادة تبدأ بفضل خلايا حساسة للضوء في منطقة صغيرة من الشبكية تُعرف بـ«الفوفيا» (Fovea)، والتي تتواجد فيها مستقبلات ضوئية مخروطية تساعدنا في إدراك أدق التفاصيل والألوان.
وأشاروا إلى أن كثافة هذه المستقبلات تختلف من شخص لآخر، مما يجعل بعض الأفراد يتمتعون بحدة بصرية أعلى من غيرهم.
وأضاف الباحثون أن هذه الحدة تتعزز من خلال حركات العين الدقيقة التي تحدث دون وعي منا عندما نركز على جسم معين، إذ تُرسل إشارات بصرية متجددة للدماغ تعزز وضوح الصورة. وتُعرف هذه الحركات بتأثير «الانجراف البصري»، حيث أظهرت الدراسة أن هذه الحركات التلقائية تتزامن مع المناطق ذات الكثافة العالية من الخلايا المخروطية في البقعة المركزية من الشبكية، مما يُحسن وضوح الرؤية في أجزاء من الثانية.
وقام الفريق البحثي بتحليل هذه الحركات باستخدام تقنية تصوير عالية الدقة، حيث شملت التجربة 16 مشاركًا يتمتعون بصحة بصرية جيدة، وأظهرت النتائج أن تلك الحركات تساهم في إبقاء الصورة على المناطق الأكثر حساسية في الشبكية، مما يُعزز وضوح الرؤية بشكل كبير.
ويرى الباحثون أن هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة في طب العيون وعلوم الأعصاب، وقد تساهم في تطوير علاجات أكثر فعالية لأمراض العيون واضطرابات الرؤية، إضافة إلى تحسين تصميم تقنيات بصرية مبتكرة، مثل زراعة الشبكية، لتعزيز القدرة البصرية لدى المرضى الذين يعانون من ضعف النظر.
م.ال
اضف تعليق