محمد التميمي/ بغداد
ادّى التلوّث وانخفاض مستوى المياه في هور الحمّار، أحد أكبر أهوار العراق، الى القضاء على عدد كبير من الحيوانات بالمنطقة، منها السلاحف والأسماك، بعضها يعدّ من أندر الأنواع في العراق والعالم ومهدّد بالانقراض.
يقع هور الحمار في محافظة ذي قار جنوبي العراق، وكان في إحدى الفترات أكثر أهوار العراق سحراً، لكنه لم يعد كما كان، بسبب التلوّث وارتفاع نسبة ملوحة المياه الذي أجبر بعض السكان على ترك المنطقة، أما من بقي منهم فيطالبون بإنقاذهم
زين العابدين جعفر، أستاذ في جامعة الناصرية الوطنية وباحث مختص في مجال البيئة والأهوار، يقول إن "انخفاض مستوى المياه بهور الحمّار تسبّب بزيادة نسبة الملوثات وتراكم المواد المعدنية المضرّة، كما تسبّبت كثرة استخدام الكاز والوقود من قبل سكان المنطقة والصيادين في تلوث المياه والقضاء على التنوع البيئي والاحيائي، وبالتالي تقليص أعداد عدة أنواع من الحيوانات النادرة، منها سلاحف الفرات التي تتميز بقواقعها الطرية، فضلاً عن الكلاب الأوراسية حيث أصيب بعضها بفيروسات خطيرة".
جاسب محمد، هو أحد صيادي السمك، يعتمد منذ سنوات على الصيد في تأمين لقمة العيش لعائلته، وهو قلق الآن من وضع الهور.
جاسب بعث رسالة الى رئيس الحكومة العراقية بقوله: "رسالتي لرئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني هي، إن الحيوانات تنفق بسبب ملوحة المياه".
الأهوار والجواميس توأمان لا ينفصلان عن طبيعة العراق، وان التهديدات البيئية على الاهوار تسببت بأضرار كبيرة للجواميس، ويواجه مربو تلك الجواميس الآن خطر فقدان جزء من هذه الثروة الحيوانية.
حسب إحصائيات دائرة الزراعة في محافظة ذي قار، كانت تحتوي المحافظة أكثر من 96 ألف جاموس عام 2020، لكن العدد تقلص الى 78 ألف الآن.
واوضح مدير مشاريع أهوار محافظة ذي قار، عدنان عبدالله، أن "ارتفاع درجات الحرارة وشحة الامطار وانخفاض مناسيب المياه، لهم تأثير كبير على تقليص مساحات الأهوار وتقليل الثروة الحيوانية والسمكية، ما يشكّل تهديداً لقوت الناس"، مضيفاً أن "مناسيب المياه انخفضت كثيرا وهي لا تكفي سدّ الحاجات، نطالب المجتمع الدولي والمنظمات بالدخول للخط لتامين حصة العراق المائية وإعادتها كما كانت".
نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، شحة الامطار، وغلق تركيا الطريق أمام جريان الأنهار لأراضيه، يواجه العراق خطر فقدان جزء كبير من ثروته الحيوانية والبيئية، وتسبّب ذلك بنزوح عدد كبير من سكان الجنوب الى مناطق الوسط وبغداد وإقليم كردستان.
اضف تعليق