عبر مئات المهاجرين من اليونان إلى مقدونيا، اليوم الأحد، بلا عوائق بعد أن تراجعت قوات الأمن عن محاولتها وقف تدفقهم إلى غرب أوروبا عن طريق البلقان بعد أيام من الفوضى والمواجهات.
وقال مراسل لرويترز من مكان الحدث إن تواجد قوات الأمن لازال مستمراً، لكنها لم تبذل جهداً يذكر لإبطاء مرور المهاجرين وبينهم الكثير من اللاجئين من الحرب السورية وصراعات أخرى في الشرق الأوسط.
وأعلنت مقدونيا حالة الطوارئ يوم الخميس الماضي وأغلقت حدودها الجنوبية أمام المهاجرين الذين يتدفقون بمعدل ألفي شخص يومياً في طريقهم إلى صربيا ومنها إلى المجر ثم منطقة شنجن التابعة للاتحاد الأوروبي والتي لا يحتاج التحرك بين دولها لتأشيرات.
واستخدمت الشرطة التي قالت إنها ستسمح بدخول المهاجرين على دفعات الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لإجبار الحشود على التراجع لكنها لم تتمكن من صد آلاف اخترقوا صفوفها أو ركضوا عبر حقول خالية قريبة أمس السبت.
وفي نهاية المطاف قررت الحكومة تسيير قطارات إضافية ووصلت حافلات من مختلف أنحاء البلاد لنقل المهاجرين بسرعة إلى شمال صربيا وهي الخطوة التالية في رحلة طويلة من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.
وقال عبد الله بلال (41 عاما) من مدينة حلب السورية المدمرة "شاهدت الأخبار على التلفزيون واندهشت (...) اعتقدت أنني سأواجه نفس المصير حين أصل إلى هنا، لكن الوضع كان هادئاً جداً، الشرطة المقدونية قالت لنا مرحبا بكم في مقدونيا (...) القطارات والحافلات بانتظاركم".
وقال محمد البياتي (35 عاما) من دمشق والذي يسافر مع زوجته وابنيه وأخوته الثلاثة "اجتزت خطوة لكنه طريق طويل إلى وجهتي، سأذهب إلى ألمانيا بمشيئة الله".
ووصل المهاجرون الذين تأخروا في مقدونيا إلى صربيا أثناء الليل مما يمثل ضغطاً على مراكز الاستقبال المؤقتة بالبلاد، وتواجه مقدونيا انتقادات من وكالات إغاثة لأنها لم تعزز قدرتها على استقبال المهاجرين واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنهم. بحسب الوكالة الالمانية.
وقال مسؤول بالحكومة الصربية طلب عدم نشر اسمه "الليلة الماضية بعد منتصف الليل عبرت المجموعة الأولى المكونة من 200 شخص الحدود".
وأضاف "حتى الآن لدينا أكثر من خمسة آلاف وافد جديد, هذا هو أكبر عدد (نستقبله) في يوم واحد حتى الآن، إنهم ينتظرون في طوابير طويلة بينما نتخذ الإجراءات اللازمة معهم".
واتهمت مقدونيا اليونان المجاورة بمساعدة المهاجرين في القيام بالرحلة إلى الشمال بمعدل تقول إنها لا تستطيع التعامل معه، وبدأت اليونان استئجار سفن لنقل المهاجرين من الجزر اليونانية إلى البر الرئيسي بعد أن وصل عدد قياسي منهم بلغ 50 ألفاً في تموز الماضي وحده إلى شواطئ اليونان بالقوارب قادمين من تركيا.
اضف تعليق