كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، أن مسؤولين استخباراتيين، تمكنوا من تحديد مكان تواجد زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي.
وبحسب تحقيق ميداني مدعم بشهادات موثقة، تقول الصحيفة إن المطلوب رقم واحد حول العالم، أبو بكر البغدادي، يتنقل في منطقة تمتد على طول قوس ضيق في شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا، وتحديدا بين بلدتي البعاج والبليج المجاورتين.
وذكر التحقيق أن البغدادي منذ مارس من العام الماضي، لم يخرج من مدينة البعاج عندما كان يتعافي من جروح خطيرة أصيب بها في غارة لم يعرف بها إلا قلة قليلة من المقربين منه وحتى من أعدائه.
وفي شمال العراق الذي يعتبر المحور الأكثر أهمية في الحرب ضد داعش، يقول مسؤولون استخباراتيون إنهم متأكدون أن البغدادي يتحرك في الأسابيع الاخيرة كثيراً حول شمال غرب العراق، وتحديداً قرب البعاج وتلعفر.
وقال مسؤول استخباراتي بارز "إنه يتحرك كثيرا …ذهب أيضا إلى الموصل".
وخلال سنتين من الحرب ضد داعش، قتل أكثر من 15 من قادته الكبار في غارات، بينهم النواب السابقون للبغدادي أبو مسلم التركماني وأبو علي الأنباري وعمر الشيشاني وأبو مالك وعدد من الزعماء المحليين في الأنبار ونينوى. والعام الماضي، كان البغدادي على وشك الانضمام إليهم.
وكشفت مقابلات أجرتها طوال العام الماضي صحيفة الغارديان أن مدى الاصابة التي تعرض لها البغدادي في غارة جوية لا يزال أحد الأسرار الكبيرة داخل التنظيم. وحتى أعداءه بدوا مترددين في القول إلى أي مدى كانوا على وشك أن يقتلوه، لأن الغارة على ما يبدو كانت تستهدف شخصاً آخر.
وجمع تحقيق للصحيفة البريطانية معلومات عن تلك الغارة، وعن التعافي البطيء للبغدادي وعودته أخيراً إلى الظهور في أوساط داعش، والجهود المكثفة حالياً لضمان أن تكون الغارة المقبلة محددة وناجحة.
وكشف التحقيق أن البغدادي أصيب قرب بلدة الشرقاط العراقية على نهر دجلة، على مسافة 300 كيومتر شمال بغداد.
واتصلت الصحيفة بثمانية مصادر مطلعة من كثب على إصابات البغدادي، وأوضح هؤلاء أنه عانى جروحاً خطيرة في أسفل ظهره، الأمر الذي جعله عاجزا عن الحركة طوال أشهر قبل أن يدخل مرحلة نقاهة طويلة.
وقالت إنه طوال فترة العلاج، لم يكن يعرف عن وضعه الصحي إلا عدد قليل من أطبائه وممرضاته. وداخل التنظيم نفسه، كانت قلة من الزعماء الكبار على علم بالموضوع. وثمة مقربون منه عرفوه قبل تأسيس التنظيم تركوا يخمنون عن سبب الغياب الطويل لزعيمهم عن التجمعات التي كان يفترض مشاركته فيها.
وأبلغت المعلومات عن إصابات البغدادي عبر شبكة العيون الخمس لوكالات الاستخبارات التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا، بالإضافة إلى شركاء آخرين في الشرق الأوسط.
اضف تعليق