ناقش موقع "آسيا تايمز" التداعيات المحتملة للقرار الأمريكي بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" (ATACMS) ضد روسيا، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد خطر في النزاع القائم بين الناتو وروسيا دون تغيير جوهري في مجريات الحرب في أوكرانيا.

وفي مقاله، وصف الكاتب ستيفن براين قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه "تصعيد خطير" يعكس تقويضاً للجهود الأوروبية، وخاصة المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي كان يعارض إرسال الأسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا، وقد أدى قرار بايدن إلى الضغط على المواقف الأوروبية التي كانت تفضل الحفاظ على نهج أكثر حذراً تجاه الصراع.

تجاوز "الخط الأحمر" الروسي

وأوضح براين أن قرار بايدن يتجاوز ما وصفته موسكو بـ "الخط الأحمر"، حيث أكدت روسيا أن منصات "HIMARS" الخاصة بالناتو ستكون مسؤولة عن إطلاق صواريخ "أتاكمز" إذا تم تفعيلها.

وهذا الادعاء قد يشير إلى احتمال مشاركة قوات الناتو في العمليات القتالية مباشرةً، ما يزيد من خطر التصعيد العسكري المباشر بين الحلفين.

التداعيات الاستراتيجية لصواريخ "أتاكمز"

وتُعد صواريخ "أتاكمز"، التي يصل مداها إلى حوالي 190 ميلاً، تهديداً كبيراً للبنية التحتية الروسية، ورغم أن استخدامها لن يؤدي إلى تغيير جذري في نتيجة الحرب، فإنه قد يسبب عواقب كارثية على أوروبا، مثل ردود انتقامية روسية ضد منشآت الناتو في دول الجوار أو هجمات أشد تدميراً على المدن الأوكرانية، بما في ذلك كييف.

وأشار براين إلى أن المخاوف من محدودية إمدادات صواريخ "أتاكمز" قد تُضعف الاستعداد الأمريكي في مناطق أخرى مثل آسيا والمحيط الهادئ، حيث تتطلب الاستراتيجية الأمريكية تركيز الموارد لمواجهة أي تهديد محتمل من الصين ضد تايوان.

الآثار المحتملة على حلف الناتو

منذ بداية الحرب، حافظ الناتو وروسيا على "توازن هش" بعدم استهداف القواعد اللوجستية الخاصة بكل طرف بشكل مباشر، لكن، يرى براين أن قرار بايدن قد يكسر هذا التوازن، مما يمنح روسيا مبرراً لضرب قواعد الناتو في بولندا أو دول أخرى مجاورة، مثل هذا التصعيد قد يُفجر صراعاً عسكرياً في أوروبا، يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.

مواقف أوكرانيا في معركة كورسك

فيما يتعلق بالميدان العسكري، يواجه الجيش الأوكراني تحديات كبيرة في منطقة كورسك الروسية، وهي واحدة من أبرز جبهات القتال، ورغم نشر القوات الأوكرانية الأفضل تجهيزاً في هذه المنطقة، إلا أن رد روسيا العنيف أسفر عن خسائر كبيرة. وتظهر تقارير روسية أن أوكرانيا فقدت أكثر من 30 ألف جندي في معركة كورسك، ما يسلط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجهها كييف.

تحديات الأسلحة بعيدة المدى

كما تم تزويد أوكرانيا بصواريخ "Storm Shadow" البريطانية و"Scalp" الفرنسية، التي تُتيح ضرب أهداف استراتيجية في عمق الأراضي الروسية، ومع ذلك، يشير براين إلى أن استخدامها يتطلب إشرافاً عملياً من قبل أفراد الناتو، وهو ما يزيد من التعقيدات السياسية ويعكس التردد الغربي في توسيع نطاق المشاركة في الحرب.

رد الفعل الروسي: التصعيد والخيارات المتاحة

بحسب براين، ستكون المرحلة التالية من الصراع مرهونة بكيفية رد روسيا على التصعيد الأمريكي.

ومن بين الخيارات الروسية المتاحة، مهاجمة قواعد الناتو أو تكثيف الهجمات على المدن الأوكرانية، خاصة كييف، في إطار استراتيجية أوسع للضغط على أوكرانيا وحلفائها الغربيين.

التداعيات على الأمن العالمي

وحذر براين من أن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" على الأراضي الروسية قد يُعتبر تقديراً خاطئاً قد يفتح الباب لتصعيد أوسع.

وعلى الرغم من أن هذا التصعيد لن يُحدث تغييراً كبيراً في مسار الحرب، إلا أنه يهدد بجر العالم إلى صراع أشمل، يضع استقرار أوروبا وأمن العالم في خطر.


م.ال

اضف تعليق