تمكن الذكاء الاصطناعي، المطور من قبل شركة "غوغل"، من حل لغز علمي استغرق العلماء عقدا من الزمن لفك شيفرته، وذلك في يومين فقط.
قضى فريق من الباحثين بقيادة خوسيه بيناديس في "إمبريال كوليدج لندن" عشر سنوات في دراسة كيفية اكتساب بعض الجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية، وهي ظاهرة تعرف باسم مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، التي تشكل تهديدا صحيا عالميا.
مع تزايد تكيف البكتيريا والفيروسات والفطريات مع العلاجات، يفقد العلاج فعاليته، مما يزيد من معدل الوفيات الناجمة عن العدوى المقاومة للأدوية.
ركز البحث على آلية انتقال المقاومة بين البكتيريا عبر "الجزر الكروموسومية القابلة للتحريض بواسطة العاثيات" (cf-PICIs)، وهي فيروسات تصيب البكتيريا. وقد افترض الباحثون أن هذه الفيروسات تكتسب ذيولا من فيروسات أخرى، مما يسمح لها بإصابة أنواع جديدة من البكتيريا.
وبعد سنوات من البحث، أثبتت التجارب صحة هذه الفرضية، ما يكشف عن آلية جديدة للنقل الجيني الأفقي لم تكن معروفة من قبل.
وعندما طرح العلماء ذات السؤال على نظام "الباحث المشارك" من غوغل، الذي يعد أداة ذكاء اصطناعي متقدمة مصممة للتعاون مع الباحثين، جاءت الإجابة في يومين فقط، مؤكدة صحة استنتاجات الفريق.
ورغم أن هذا الإنجاز أثار دهشة بيناديس، إلا أنه تواصل مع غوغل للتحقق مما إذا كان للنظام وصول غير معلن إلى أبحاث فريقه، إلا أن الشركة نفت ذلك. وصرح الفريق بنشر نتائج دراسته في فبراير 2025 على منصة bioRxiv للنشر المسبق، على الرغم من أن النتائج لم تخضع بعد لمراجعة الأقران.
ورغم الآفاق الواعدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، يواجه بعض الأبحاث المدعومة بهذه التقنية مشاكل تتعلق بعدم القابلية للتكرار، ما يثير مخاوف بشأن دقة النتائج واحتمالات حدوث أخطاء أو حتى احتيال علمي.
وبالتالي، يسعى الباحثون حاليا إلى تطوير أدوات تكشف عن الأخطاء والانحرافات في استخدام الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى وضع أطر أخلاقية لضمان موثوقية الأبحاث.
اضف تعليق