في ظل التوسع المتسارع لاستخدامات الذكاء الاصطناعي (AI) في شتى القطاعات، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل سوق العمل، وإمكانية أن تحل الآلات محل البشر في أداء مختلف المهام، غير أن خبراء ومراكز بحثية متخصصة تؤكد أن هناك مهنًا ما تزال عصية على الاستبدال التكنولوجي، لما تتطلبه من مهارات إنسانية معقدة لا يمكن برمجتها أو محاكاتها.

وفيما يلي خمس مهن من المتوقع أن تظل صامدة أمام زحف الذكاء الاصطناعي، بحسب تحليل لموقع McKinsey:

1. الرعاية الصحية والعلاج الطبي

رغم أن الذكاء الاصطناعي أثبت قدرته في تحليل البيانات الطبية وتشخيص بعض الحالات عبر الصور الشعاعية، إلا أن مهنة الطب والتمريض تظل بحاجة إلى "اللمسة الإنسانية".

فالتفاعل المباشر مع المرضى، وفهم أبعادهم النفسية والاجتماعية، هو ما يميز دور الأطباء والممرضين. العلاقات الإنسانية التي تُبنى خلال رحلة العلاج تظل خارج نطاق قدرة أي نظام آلي.

2. المهن الإبداعية

قد يتمكن الذكاء الاصطناعي من كتابة نصوص أو توليد لوحات فنية رقمية، لكن الإبداع البشري يظل فريدًا في طبيعته.

الروايات، الشعر، الرسم، الموسيقى، وكل أشكال التعبير الفني التي تنبع من التجربة الشخصية والعاطفة الإنسانية، ما تزال تتفوق على أي إنتاج آلي.

3. التدريس وتعليم المهارات

التعليم ليس مجرّد نقل للمعلومة، بل عملية تفاعلية تتطلب فهم احتياجات الطلاب، وبناء علاقات تربوية محفّزة.

المعلم البشري يقدم الدعم العاطفي، ويرشد الطالب، ويواكب تقدمه بصورة شخصية. الذكاء الاصطناعي قد يقدّم أدوات مساعدة، لكنه لا يستطيع أن يحل مكان المعلم في بناء الأثر طويل الأمد في شخصية المتعلّم.

4. المهن القانونية (المحاماة)

يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع عمليات البحث القانوني وتحليل الوثائق، لكنه لا يمتلك القدرة على التفكير الاستراتيجي، أو فهم الفروق الدقيقة في السياقات القضائية، أو بناء الحجج القانونية المقنعة. المحاماة تتطلب أيضًا تواصلاً شخصيًا مع العملاء ومهارات تفاوض وإقناع لا يمكن محاكاتها برمجيًا.

5. القيادة والإدارة

القيادة الفعّالة تعتمد على التفاعل الإنساني، واتخاذ قرارات رشيدة، وتحفيز الفرق، وهو ما يجعلها من المهن التي يصعب استبدالها.

القادة الناجحون يملكون القدرة على قراءة مشاعر الآخرين، التعامل مع الأزمات، وتحقيق توازن بين الأهداف والموارد البشرية، وهي أمور ما تزال خارج نطاق قدرات الذكاء الاصطناعي.

م.ال


اضف تعليق