طور باحثون من جامعات بريطانية نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تحسن بشكل كبير تجربة الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، حتى في البيئات الصاخبة.

كيف تعمل النظارات

تعتمد النظارات على عزل الضوضاء في الزمن الحقيقي، وتحتوي على كاميرا صغيرة تتابع حركة شفاه المتحدث. وترسل البيانات الصوتية والبصرية عبر تطبيق على الهاتف الذكي باستخدام شبكة 5G إلى خادم سحابي، الذي يعيد الصوت نقياً إلى سماعة الأذن أو الرأس تقريباً في الوقت الفعلي.

النهج، المعروف باسم "تعزيز الكلام السمعي-البصري"، يتجاوز القيود التقليدية لتقنيات إلغاء الضوضاء، التي غالباً ما تفشل في البيئات المعقدة أو عند تعدد الأصوات المتداخلة.

مشروع طويل المدى

بدأ المشروع في 2015 بقيادة فريق من جامعة هيريوت وات بالتعاون مع الدكتور إحسان أديل من جامعة ستيرلنغ وباحثين من إدنبرة ونابير.

قال الدكتور أديل، مؤسس فكرة أجهزة السمع متعددة الوسائط القائمة على 5G منذ 2018: "ننتقل من النماذج التقليدية إلى معالجة عصبية تحاكي الخلايا الهرمية في القشرة المخية، ما يمكّننا من تصميم أجهزة سمع شخصية ومستقلة، ذات أساس بيولوجي وأداء يقترب من المستوى البشري مع استهلاك طاقة منخفض وحماية كاملة للخصوصية".

تحديات وفرص

بحسب المعهد الملكي الوطني للأشخاص ضعاف السمع في بريطانيا، يعاني أكثر من 1.2 مليون شخص من ضعف سمع شديد. ورغم أن السماعات الطبية التقليدية تساعد، إلا أن محدودية حجمها وقدرتها الحسابية تجعلها غير فعالة في الأماكن الصاخبة مثل المقاهي، محطات النقل، أو بيئات العمل المعقدة.

النظام الجديد يعتمد على نقل الجزء الأكبر من الحوسبة إلى الخوادم السحابية لتشغيل خوارزميات تعلم عميق قوية، مع استخدام الذكاء الاصطناعي على مستوى الأجهزة لضمان أفضل النتائج مع الحفاظ على استدامة الطاقة.

من المختبر إلى الاستخدام العملي

لا يزال النظام في مرحلة النموذج الأولي، لكنه أظهر نتائج مبكرة مشجعة مع مستخدمي أجهزة السمع. ويجري الفريق محادثات مع شركات تصنيع السماعات لتوسيع التوافر وخفض التكاليف، إضافة إلى تنظيم ورش عمل مع مستخدمي السماعات الطبية وجمع عينات ضوضاء متنوعة لتحسين الأداء.

قدرات "خارقة"

قالت البروفيسورة ماثيني سيلاثوراي من جامعة هيريوت وات: "الهدف ليس إعادة اختراع السماعات، بل منحها قدرات خارقة. يكفي أن ينظر المستخدم إلى الشخص الذي يريد سماعه لعزل صوته وسط محادثات متعددة".

وأوضحت سيلاثوراي، أن التقنية قد تدعم أيضاً العاملين في المستشفيات، منصات النفط، والأشخاص الذين يعانون من ضعف بصري شديد، مع التركيز على توفير حلول ذكية بأسعار معقولة للأطفال وكبار السن.

م ال

اضف تعليق