في البداية، لم يكن المشهد يبدو خطيراً، أن يضع أحدهم، مصباحاً في فمه، لربما مرّ على خيالك كل هذه الصور، أو شاهدتها في الرسوم المتحركة، لكن بعد ساعتين فقط من تنفيذ التحدي، سيصبح الأمر بمثابة كارثة قد تقضي على أسنانك.
افتتحت الحكاية الغريبة في التطبيق الشهير تيك توك، وبمشهد مباشر، يحضره مئات آلاف من المتابعين، حينما قام أحد مشاهير التطبيق الصيني بتحدٍ غير مألوف من نوعه، حيث أدخل مصباحاً كهربائياً ضخماً في فمه.
بالطبع، فإن مزحة كهذه، لن تنتهي بسلام وضحكات كما نعتقد، إذ أجبر النجم -وبعد ساعتين- إلى الاتصال بفريق الإنقاذ، بسبب عدم قدرته على إخراج المصباح.
اتسمت الأجواء بالهلع والقلق من قبل المتابعين، خاصة حينما بدأ الفريق في محاولة إنقاذه من الوضعية المحفوفة بفكرة انفجاره داخل فكه، ولكن، حتى دون انفجار، اضطر الطبيب لفعل ذلك، أي لخلع فكه من أجل إخراج المصباح.
كيف تصبح مشهوراً؟
وبـ15 حتى 60 ثانية، من الفيديوات، يمكنك أن تصبح معروفاً ومتداولاً بين أوساط الشباب، إذ يعد تيك توك، منصة جاذبة للشباب والمراهقين الذين يطمحون بزيادة شعبيتهم، كما يوضح أحد مستخدميه، الذي يشير الى أن هذه الفيديوات تلقى رواجاً كلما كانت مسلية أكثر أو تحوي فكرة غريبة، يميل الفرد لتفريغ فضوله البشري داخلها.
"اعتقد أن هذا التطبيق اكتسب الشهرة، بسبب قدرته الكبيرة على الانتشار وتوفير الفرص للجميع حيث مساحة المنافسة متاحة لكل مشترك داخل هذا التطبيق، لكنه أيضاً أتاح الاستهلاك السلبي".
ولتيك توك ضحايا، لربما، مثل باقي التطبيقات، لكنه الأكثر شهرة بتلك التحديات الخطرة، والمليئة بالتحديات والمجازفات، التي هي أيضا أسهمت بخسارة بعضهم لأرواحهم أو عرضتهم لإصابات دائمة في أجسادهم، مع ذلك، فإن الهوس البشري نحوه مستمراً.
تجنب تيك توك
وتوضح إحدى الامهات، أنها تحاول قدر الإمكان تجنب تحميل هذا التطبيق، لما قرأته وسمعته عن أفعاله وخطاياه وطرق استخدامه الخاطئة، حيث انتشر ترند يساعد الصغار على شنق نفسهم في بث مباشر، وللأسف فإن أحد الأطفال قد خسر حياته فعلاً بسبب تطبيق الكتروني.
"لا يحصرني عدد التحديات السيئة التي اسمع عنها في الأخبار وتساعد بزهق الأرواح، نعم أن لكل تطبيق ايجابيات وسلبيات، لكنني لا استطيع تخيل أن هنالك تطبيقاً يحفز الأم على وضع ابنها في غرفة لوحده ثم يظهر له خيال على هيئة شبح، فقط لتعرف ما هي ردود أفعاله أمام ملايين المتابعين" تقول وتبين أنه ومن الضروري توفير بيئة آمنة للأطفال بعيداً عن هذه التطبيقات
السؤال الصادم
"هل تمتلك حساباً على تيك توك" كان هذا السؤال العشوائي قد منحته لأكثر من 25 طفلاً، وكان الجواب الصادم هو أن خمسة فقط منهم لا يملك حساباً.
وتبدو الفروقات بين استخدام البنات والأولاد للتطبيق واضحة. يقدم البنات الصغيرات في التطبيق أغاني وألعاب وتحديات ورقصات مع بعضهن البعض بتصوير مباشر.
بينما يقدم الأولاد في التطبيق ألعاباً أكثر خطورة، مثل القفز من أعلى السلالم للأرض، وركوب الدراجة الهوائية بدون مسك المقود، وتحدي الوقوف أمام السيارات في منتصف الطرق دون الخوف من الدهس.
وهذه أمور تثير الذعر لمجرد قراءتها فكيف العمل عليها في الواقع؟
حينما يصبح التنمر أمراً طبيعياً
من جهته، يوضح والد لأحد الأطفال الذين كانوا من المدمنين على تطبيق تيك توك، لدرجة أنه بدأ يغدو مشهوراً جداً، لكنه مسح التطبيق بعد أن شاهد صغيره لم يعد كما كان، تغير وأصبح يعاني من ضغوطات نفسية، فلا يفكر بدراسته أو وقته الحقيقي معهم.
"كان قلقاً جداً ولا يفكر بغير طرق جديدة لصناعة فيديوات لا تمنحه سوى التعاسة، إنه يبحث عن التفاعل ولو كان تنمراً، كما جعلته السخرية الدائمة منه، شخصاً ساخراً متنمراً، لقد وجد أن هذه الخصال السيئة، أمر طبيعي".
وبالتأكيد، فإن لهذا التطبيق بعض التحديات الشهيرة التي تركت إصراراً إيجابياً في المجتمعات، إذ ساهمت بالتركيز على قضايا البيئة والمناخ وتغيره، إضافة الى التركيز على القضايا الإنسانية، ومن الممكن أن تنتشر مسرعة هذه التحديات وتختفي بسرعة، لكن، يبقى على الآباء ضرورة التركيز على جوالاتهم والتأكيد على خلوها من هذا التطبيق وغيره، أو ضرورة الاستخدام الآمن اذا ما كان لزاما تحميلهن، إذ يمكن لاستخداماتها السيئة أن تعود بالنحيب وحده، لهم ولصغارهم.
تيك توك
ويعد تيك توك هو تطبيق وسائط اجتماعية يهدف إلى مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة، اذ تأسست الشركة الأم وهي ByteDance، وأُطلِقَ التطبيق الأول مرة في سبتمبر 2016 تحت اسم "دوين" (Douyin) في الصين.
ثم تم تطوير إصدار دولي من التطبيق وأُطلق تحت اسم "تيك توك" خارجها، حيث طرق على باب العالم: تك تك، ودخل لمنازلهم بتحديات غريبة، خطرة، وقد تكون: مميتة.
اضف تعليق