يعيش رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليامز حياة مليئة بالقلق والخوف منذ انطلاقهما في رحلة فضائية من المفترض أن تستمر لثمانية أيام، لكن الأمر تحول إلى إقامة ممتدة في مدار على ارتفاع 262 ميلاً فوق الأرض، حيث تناقشا مع عائلتيهما حول احتمال عدم عودتهما إلى الوطن حتى عام 2025.
وفقًا لصحيفة نيويورك بوست، يقود ويلمور وويليامز الرحلة الأولى لمركبة ستارلاينر الفضائية التابعة لشركة بوينج، وهما الآن عالقان في الفضاء منذ 63 يومًا، كانا على اتصال دائم بعائلاتهما بينما ينتظران حل مشكلات تأخر عودتهما إلى الأرض، وحاولا طمأنة العائلة على أنفسهما. هذه ليست الرحلة الأولى لهما في الفضاء، حيث تم اختيار ويليامز كرائدة فضاء من قبل وكالة ناسا في عام 1998، وهي من قدامى المحاربين في مهمتين فضائيتين، بالإضافة إلى كونها طيارة سابقة في البحرية الأمريكية.
أما ويلمور، فقد انضم إلى وكالة ناسا في عام 2000 بعد أن كان طيارًا في البحرية، وأجرى مهمتين فضائيتين سابقتين، أمضى فيهما أكثر من 242 يومًا في الفضاء، وقام بأربع رحلات سير في الفضاء، ويعيش ويلمور في هيوستن مع زوجته وابنتيه.
واجهت مركبة ستارلاينر مشكلات ميكانيكية خطيرة في نظام الدفع الخاص بها، مما أدى إلى تقطع السبل بويلمور وويليامز في محطة الفضاء الدولية. بدورها، أعلنت وكالة ناسا عن تأخير آخر في إعادتهما إلى الأرض، موضحة أن رواد الفضاء قد لا يعودون على متن مركبة ستارلاينر على الإطلاق. يشعر المهندسون بالقلق إزاء فقدان السيطرة مع عودة ستارلاينر إلى الأرض، وسيجرون اختبارات متعددة في الأسابيع المقبلة، وإذا قرروا أن المخاطر مرتفعة للغاية، فلن يكون أمام ويلمور وويليامز خيار سوى ركوب رحلة العودة "كرو 9" التابعة لشركة "سبيس إكس" في فبراير 2025.
حذرت وكالة ناسا من المخاطر المحتملة على متن مركبة ستارلاينر، مؤكدة أنها ستواصل إجراء الاختبارات لتحديد خطط رواد الفضاء بحلول نهاية أغسطس الجاري. رغم ذلك، تصر شركة بوينج على أن رحلة العودة ستكون آمنة لرواد الفضاء، ففي بيان صدر يوم الجمعة، أكدت الشركة أن العودة بالمركبة لن تشكل أي خطر على رواد الفضاء، وأوضحت: "لا تزال بوينج واثقة من مركبة ستارلاينر الفضائية وقدرتها على العودة بأمان مع الطاقم، ونواصل دعم طلبات وكالة ناسا لإجراء اختبارات إضافية وبيانات وتحليلات ومراجعات لتأكيد قدرات المركبة الفضائية على الانفصال والهبوط الآمن".
م.ال
اضف تعليق