نشر جوزيف ناي، الأستاذ في جامعة هارفارد وسكرتير مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، مقالًا في بروجيكت سنديكيت يناقش فيه مستقبل العولمة في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية والبيئية المتسارعة.
وأشار ناي إلى أن العام الماضي كان الأكثر حرارة على الأرض منذ بدء حفظ السجلات، متجاوزًا الرقم القياسي السابق، مما يسلط الضوء على تأثيرات التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية. كما أوضح أن العولمة، التي تعني الترابط المتزايد بين الدول عبر القارات، تتعرض لضغوط بسبب السياسات الحمائية المتصاعدة، مثل تهديد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للصين بالرسوم الجمركية، وتأثير ذلك على التجارة العالمية.
وأكد التقرير أن النقاشات حول تأثير العولمة على الوظائف المحلية والهجرة لا تزال مستمرة، حيث يرى البعض أن التجارة العالمية سبب رئيسي لفقدان الوظائف، بينما يشير آخرون إلى أن الأتمتة تلعب دورًا أكبر في ذلك. كما أن تزايد الهجرة أصبح قضية رئيسية يستخدمها السياسيون الشعبويون في حملاتهم، مما أدى إلى ردود فعل سياسية متزايدة ضد العولمة.
وبحسب ناي، فإن محاولات الحد من العولمة الاقتصادية قد تؤدي إلى تباطؤها لكنها لن توقفها، مشيرًا إلى أن التجارة العالمية والهجرة شهدتا فترات انتكاس تاريخية مثلما حدث بعد الحرب العالمية الأولى، لكنها عادت لاحقًا بقوة. كما حذر من أن التغير المناخي والكوارث البيئية قد يصبحان التحدي الأكبر للعولمة، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية مثل اتفاقية باريس قد تواجه عراقيل سياسية تعيق تحقيق أهدافها.
ويخلص التقرير إلى أن العولمة ستبقى واقعًا حتميًا بفعل التقدم التكنولوجي في الاتصالات والنقل، لكن طبيعتها قد تتغير، مما يستدعي استراتيجيات جديدة لمواكبة التحديات العالمية المقبلة.
اضف تعليق