تستعد العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم السبت، لاحتضان حدث سياسي ودبلوماسي رفيع المستوى، بانطلاق أعمال وجلسات القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين، والقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، بحضور واسع من القادة والزعماء العرب، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وإقليمية.
ويشارك في القمتين، التي تُعقد في القصر الحكومي وسط بغداد، كلٌّ من الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن وفود من الاتحاد الأوروبي وعشرات الضيوف من دول عربية ودولية.
وفي الجلسة الافتتاحية، يلقي وفد مملكة البحرين، رئيس القمة السابقة، كلمة يُسلِّم بعدها الرئاسة إلى العراق الذي سيقود أعمال الدورة الحالية، ثم يُلقي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، كلمته، تعقبها كلمات كبار الضيوف والقادة العرب.
ومن المقرر أن تُعقد جلسة رئيسية ثانية للقمة التنموية، تتسلم فيها بغداد الرئاسة من لبنان، رئيس الدورة السابقة، وتتوالى بعدها كلمات ممثلي الوفود.
بذات السياق، أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في تصريحات صحفية قبيل القمة، أن “بغداد تتزين اليوم لاستقبال القادة العرب، في ظرف دقيق تمر به المنطقة”، مشيراً إلى أن “انعقاد القمة العربية على أرض العراق يعكس استعادة دوره الريادي وحرصه على صياغة موقف عربي موحد تجاه القضايا الإقليمية والدولية”.
وأضاف السوداني: “نعمل برؤية جديدة قائمة على المبادرة لا رد الفعل، ونطمح لتحويل مخرجات القمة إلى آليات تنفيذية لمواجهة الأزمات والتحديات”، مشدداً على أهمية “الانتقال من الانقسام إلى الفعل والتأثير عبر تعاون عربي مشترك”.
وكان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، قد وصل إلى بغداد للمشاركة كضيف شرف في أعمال القمة، في إشارة إلى دعم دولي متزايد للعراق واستقراره.
وفي السياق ذاته، شدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، على أن “انعقاد القمة في بغداد بحد ذاته يعد نجاحاً ورسالة إلى العالم بأن العراق آمن ومنفتح ومرحّب بالجميع”، مبيناً أن “الملف الفلسطيني سيتصدر جدول الأعمال، إلى جانب ملفات التعاون الاقتصادي والأزمات الإقليمية”.
وأكد حسين، أن القمة “ستكون مساحة للنقاش المفتوح وتبادل الرؤى حول الملفات الكبرى”، فيما أشار إلى “أهمية استثمار انعقادها في بغداد لتعزيز صورة العراق عربياً ودولياً”.
ووصل إلى بغداد تباعاً عدد من الزعماء العرب، بينهم رئيس الجمهورية اللبنانية نواف سلام، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد محمد العليمي، بالإضافة إلى الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، ووزير الخارجية الكويتي، الذين أكّدوا أهمية القمة في تعزيز التضامن العربي.
وخلال لقاء جمعه بنظيره اللبناني، شدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على “ضرورة العمل لحل الأزمات والمضي نحو التنمية والتكامل الاقتصادي”، لافتاً إلى أن “العراق يرفض أي انتهاكات تطال لبنان أو الأراضي الفلسطينية، ويدعو إلى تحركات جادة لحماية الأمن القومي العربي”.
ومن المنتظر أن تُختتم أعمال القمة بجلسة علنية ثالثة يتم خلالها إصدار "إعلان بغداد"، والذي سيتضمن أبرز مخرجات وتوصيات القمتين العادية والتنموية، على أن يُختتم الحدث بكلمة ختامية للرئاسة العراقية، تليها كلمة الدولة التي ستستضيف القمة المقبلة، ثم مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية فؤاد حسين والأمين العام للجامعة العربية.
م.ال
اضف تعليق