شهد المشهد الدولي تحولًا ملحوظًا في الموقف الغربي تجاه القضية الفلسطينية، مع استعداد عدة دول أوروبية وغربية للإعلان رسميًا عن اعترافها بدولة فلسطين، في خطوة وصفها مراقبون بأنها دعم مباشر لمسار حل الدولتين.

جاء ذلك بعد اختتام مؤتمر الأمم المتحدة لتعزيز حل الدولتين، الذي عقد في نيويورك برعاية فرنسية-سعودية، وغاب عنه كل من (إسرائيل) والولايات المتحدة.

وأسفر المؤتمر عن صدور "إعلان نيويورك" الذي دعا إلى وقف الحرب في غزة، وتسليم حركة حماس أسلحتها للسلطة الفلسطينية، والشروع في عملية سياسية شاملة تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وفي بيان مشترك، أكد وزراء خارجية عدد من الدول المشاركة أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يُمثل خطوة جوهرية نحو تحقيق السلام العادل، داعين باقي الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى الانضمام لهذا التوجه.

ومن بين الدول التي أعلنت لأول مرة نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، فرنسا وأستراليا وكندا وفنلندا ونيوزيلندا والبرتغال وأندورا ومالطا وسان مارينو ولوكسمبورغ، كما جددت دول أخرى سبق لها الاعتراف دعمها المستمر، مثل أيسلندا وإيرلندا وإسبانيا.

وفي هذا الإطار، أصدر رئيس وزراء مالطا، روبرت أبيلا، بيانًا رسميًا أكد فيه التزام بلاده بدعم حل سياسي دائم، مع تأكيد قرب إعلان الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.

أما على صعيد المملكة المتحدة، فقد كشف مصدر دبلوماسي أن رئيس الوزراء كير ستارمر أخبر نظيره (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو بنية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، مشددًا على أن القرار مرتبط بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، ووقف أي خطط لضم أراضٍ جديدة في الضفة الغربية، فضلاً عن انخراط جدي في مفاوضات تؤدي إلى حل الدولتين.

وأكد ستارمر، أن القرار بريطاني خالص ولا يخضع لضغوط سياسية أو إعلامية، رغم الانتقادات المتزايدة التي تواجه حكومته جراء الأوضاع المأساوية في غزة.

وقد قوبل هذا التحرك البريطاني بردود فعل إيجابية من الدول العربية، حيث وصفته كل من السعودية والأردن بأنه خطوة إيجابية تدعم جهود إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل.

من جهته، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الموقف "تاريخيًا"، داعيًا الدول الأخرى إلى السير على خطى بريطانيا.

في المقابل، أثار هذا التحول موجة من الانتقادات داخل (إسرائيل)، حيث أصدر "منتدى السياسة الخارجية"، المؤلف من 18 سفيرًا سابقًا، بيانًا حذر من العزلة الدولية المتزايدة التي تواجه (إسرائيل).

ودعا البيان إلى وقف الحرب، وإطلاق سراح الرهائن، وبدء عملية سياسية تهدف إلى إنهاء حكم حماس في غزة، محذرًا من أن أي خطوات أحادية لضم الأراضي ستزيد من عزلة (إسرائيل) وانهيارها السياسي.

هذا التحول في المواقف الغربية يعكس تحركًا دبلوماسيًا ملموسًا على الساحة الدولية، قد يشكل نقطة تحوّل في مسار القضية الفلسطينية ومستقبل السلام في المنطقة.

م.ال

اضف تعليق