قال الكاتب علي الطالقاني، اليوم الثلاثاء، إن الاستهداف الإسرائيلي الذي طال قيادات من حركة حماس في الدوحة كشف عن منعطف سياسي ودبلوماسي بالغ الحساسية بالنسبة لقطر.

وأوضح في منشور على صفحته في فيسبوك، أن الدوحة، التي لعبت دور الوسيط في أكثر من ملف وتولت موقع المفاوض والضامن لشواغل إنسانية وسياسية، وجدت نفسها اليوم متهمة بأنها منصة مكشوفة للخطر، وفي الوقت ذاته ملزمة بالدفاع عن الدور الذي راكمته خلال السنوات الماضية.

وأشار الطالقاني إلى الرد القطري وعبر الإدانة الرسمية وتعليق جهود الوساطة يعكس حجم المأزق، فالضربة وقعت على أرضها ولم تعد مجرد حادث أمني عابر، بل صفعة لدورها الدبلوماسي وتهديد مباشر لقدرتها على الاستمرار كوسيط.

وقال إن هذا الدور الذي تبنته قطر منذ سنوات أربك حسابات عواصم خليجية عدة، بسبب سياساتها الإعلامية ودعمها لتيارات معارضة أو قريبة من الإخوان، ما جعلها في قلب الأزمة الخليجية. 

وأضاف أن الوساطات القطرية أعادت إلى الأذهان المنافسة والعداء، حيث تنظر بعض الدول إلى تحركات الدوحة باعتبارها عامل توتر يربك استقرارها.

كما كشف الطالقاني أن لجوء الدوحة إلى قنوات مثل عُمان وإيران كان خيارا استراتيجيا وفر لها هامش مناورة دبلوماسية في ملفات حساسة كتهدئة الحدود وإنجاح صفقات تبادل الأسرى، غير أن الاستهداف الأخير، بحسب قوله، يضع هذه الاستراتيجية تحت التهديد ويضعف ثقة الأطراف الخارجية بقدرة قطر على حماية العملية الوساطية.

وختم الطالقاني قراءته بالتأكيد على أن الضربة الإسرائيلية في الدوحة تشكل محطة مفصلية قد تعيد رسم خريطة أدوار الوساطة في الملف الفلسطيني، وتجعل قطر أمام خيارين: إما تشديد موقفها والدفاع عن دورها الوسيط، أو التراجع مؤقتا عن بعض أدوارها التي تراها دول المنطقة تهديدًا مباشرا لأمنها ومصالحها.

ع ع

اضف تعليق