يستعد ناشطون في الجزائر للخروج بمسيرات حاشدة اليوم ويوم الجمعة المقبل في العاصمة ومختلف مدن البلاد لمواصلة الاحتجاج على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة وسط إجراءات أمنية مشددة في كل الشوارع الرئيسة والساحات العامة.
وتشهد التظاهرات ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة مشاركة شعبية واسعة تجاهلها عدد كبير من وسائل الاعلام المحلية ما دفع الى استقالة مسؤولة في الاذاعة الجزائرية الرسمية.
وقالت الشرطة الجزائرية، إنه " تم ايقاف41 شخصا من بين المتظاهرين الذين شاركوا في الاحتجاجات في عدد من الولايات منها الجزائر العاصمة وبجاية".
وقال مصدر أمنى لم يكشف عن اسمه، إن "العاصمة وحدها شهدت توقيف 38 شخصا أثناء صدامات مع الشرطة التي منعت المتظاهرين من الوصول إلى مقر رئاسة الجمهورية".
وردد المتظاهرون شعار لا للعهدة الخامسة، إضافة إلى أغان معارضة للحكومة عادة ما يرددها المشجعون في الملاعب.
وحاول المتظاهرون، اختراق الطوق الأمني في الشارع المؤدي إلى رئاسة الجمهورية في حي المرادية، برشق الشرطة بالحجارة. ونجحت الشرطة في دفع المتظاهرين بعيدا لكن بعضهم واصل رمي الحجارة على عناصر الأمن التي أوقفت بعض المحتجين.
ونشر ناشطون، معلومات عبر شبكات التواصل الاجتماعي قالوا "إنها تتعلق بتوقيف عدد من زملائهم قبل بداية المظاهرات بالعاصمة، كما علقت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان مستقلة على بيان الشرطة بالمطالبة بالإفراج الفوري عن الموقوفين واحترام حق التظاهر سلميا".
الجزائر بين الاستحقاق الرئاسي واحتجاجات الشارع
ويطالب المتظاهرون بالإصلاح والتغيير واعطاء فرصة للأخرين في قيادة البلاد كالمرشح المحتمل رشيد نكاز الذي جمع المئات من مناصريه أمام بلدية الجزائر الوسطى من أجل التصديق على استمارة تزكيته كمرشح للانتخابات قبل ان ترغمه الشرطة على المغادرة.
وقامت الشرطة الجزائرية، بترحيل نكاز من العاصمة إلى مسقط رأسه بقرية عين أمران بولاية الشلف على بعد من 300 كم غرب.
واوضح مدير حملته الانتخابية، لطفي دراجي، في فيديو بث على الصفحة الرسمية للمترشح، أن "الشرطة رحّلت نكاز إلى عين أمران بولاية الشلف، مسقط رأسه".
وطالب المرشح المتقاعد علي غديري السلطات للاستجابة لمطالب الشعب مثنيا على درجة وعي المتظاهرين.
اما مؤيدو بوتفليقة فقد أكدوا ان المسيرات لا تمثل كافة شرائح الشعب فيما اعتبر حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم أن التغيير يأتي عبر صناديق الاقتراع وليس بالاحتجاجات.
ويحظى اعلان ترشح بوتفليقة الذي يحكم الجزائر منذ 1999 بتأييد لامحدود له من قبل مؤيديه.
وأكد بوتفليقة، أن "ترشيحه لهذه الجولة جاء تلبية لمطالب الشعب ولبناء اجماع وطني وإعداد ارضية سياسية اقتصادية واجتماعية وامكانية اقتراح إثراء للدستور. ما اعتبره انصاره أنه ترجمة لأفكار الرئيس الذي كان يدعو للأجماع والتوافق دوما".
ورشحت احزاب التحالف الرئاسي الأربعة رسميا الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة وأعلن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر أمام الالاف من قيادات ومناضلي الحزب، ترشيح بوتفليقة رسميا لولاية خامسة
وأكد، أن "الترشيح جاء لمواصلة مسار البناء الوطني وتقديرا لحكمة خيارات بوتفليقة وتثمينا للإنجازات الكبيرة تحت قيادته ويؤكد مناصروه ان الرئيس قادر على الحكم ردا على تشكيك المعارضة في قدرة بوتفليقة على ادارة شؤون البلاد في ظل حالته الصحية.
وانتقد حزب حركة مجتمع السلم الاسلامي المعارض، ترشيح بوتفليقة وقرر عدد من الأحزاب السياسية مقاطعة الاستحقاق الانتخابي.
وفي ظل حالة الانقسام والتشتت التي تعيشها المعارضة إلا أنها تحاول لملمة الوضع والتوافق حول مرشح واحد لمجابهة الرئيس بوتفليقة ما يجعل هذه الجولة من الانتخابات مختلفة ويعطيها اهمية كبرى نظرا لسابقاتها.
ويعتقد بعض المحللين، أن "المعارضة بمواقفها المتباينة لن تستطيع أن تهدد عرش بوتفليقة وكالعادة ستجعل النتيجة محسومة لصالح بوتفليقة وفوزه لولاية خامسة، لكن يرى آخرون أن الساحة السياسية في الجزائر ستكون على اعتاب مفاجئات إذا اتفقت المعارضة على مرشح واحد". انتهى/ ف
اضف تعليق