لم يفق العالم بعد من الصدمة المهولة التي احدثها هجوم نيوزلندا الارهابي، على يد سادي فاشي، والمتأثر بالافكار المتشددة والمتطرفة، حسبما اعلن، والتي تعتقد ان العنصر الابيض هو السائد.
سفاح نيوزلندا هكذا اطلقت عليه وسائل الاعلام العالمية، التي تابعت وحاولت فك طلاسم هذة العملية الارهابية التي مثلت انعطافة جديدة في حياة الغرب، اذا كان الاعتقاد السائد في ما يسبق حادثة المسجدين، ان العرب والمسلمين من يحملون الافكار المتطرفة وانهم احد منابع الارهاب العالمي الذي غذى الفكر العالمي لوقت طويل.
اوقفت الحادثة النخب السياسية والفكرية والشعبية في العالم على حد سواء ازاء عملية دموية لايجاد تفسير يوضح كيف حدث ذلك، حيث تم طرح اسئلة تحاول النخب المثقفة الاجابة عنها، سيما وانها تميزت بالفرادة في عملية التنفيذ.
يقول واثق الهاشمي مدير المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، ان "الاعتداء الارهابي على مسجدين في نيوزلندا هو الأسوأ منذ عام ١٩٤٣ وهذا ما وصفته الصحف النيوزلندية، والاهم هل هذا الحادث هو تصرف فردي ام مخطط له ضمن شبكة تحاول التصعيد".
ويعتقد الهاشمي، ان "الحادث تصرف فردي وما شاهدناه من استنكار واسع على مستوى العالم يؤكد هذا الامر". لافتا الى "ولكن يجب ان ننظر للأمر بمنظار اوسع ان هذا الحادث ربما يأخذ ابعاد اخرى مستقبلا ويشكل تهديدا حقيقيا للمسلمين والمهاجرين في العالم، والدليل هناك صعود لليمين الديني المتطرف في الانتخابات الاخيرة في اوربا مثل فرنسا والمانيا وبلجيكا ووجود اصوات متطرفة في بريطانيا وامريكا وأستراليا وهذا يضع العالم على محك خطير وعليه ان يقف الجميع دولا واديان وشعوب ضد الارهاب والتطرف".
ويشير مدير المجموعة العراقية الى، ان "من الخطأ الجسيم ان يلقى اللوم على الاسلام بالتطرف لأننا اليوم امام منابر دينية متطرفة وليست اديان فهناك منبر ديني اسلامي ومسيحي ويهودي متطرف وهذا يحتاج الى وقفة الجميع ضد العنف والتطرف".
ويقول الباحث محمد محفوظ، "ان هذا العمل الإرهابي، ليس وليدة تنظيم سياسي متكامل، وإنما وليدة مجموعة عنصرية تغذت على رفض المسلمين وكراهيتهم فجاء هذا العمل للتعبير عن رفضهم للمسلمين في البلاد الغربية". وقال ايضا "وجاءت هذه العملية لإثارة الخطر من كل نزعات الكراهية في الغرب".
ودعا محفوظ الى "مواجهة هذه النزعة الخطيرة، حيث يتطلب من الجميع العمل على تنقية الإعلام ووسائط الثقافة والإعلام والمجتمع من كل موجبات هذه النزعة، حتى يعيش الجميع بعيدا عن الحروب والاشتباكات الدامية".
ويرى الكاتب اسعد شبيب كاظم بأن "المعتدي فرد متعصب دينيا ينتمي ايديولوجيا الى اليمين المتطرف وحاول بفعلته الاجرامية ان يستذكر الإرث الذي قام به شخصيات توصف من قبل اتباع التيار اليمني المتطرف بأنها احيت المسيحية وهزمت المسلمين".
ويضيف كاظم، ان "المجرم أراد إيصال رسالته في الكراهية والتوحد، وهو بذلك يذكرنا باستهداف الارهابيين والمجرمين من الأولويات السلفية التكفيرية (الجهادية) للمجموعات البشرية في المساجد والأسواق والمدارس، والطرق، وان المعتدي يكاد يكون بنفس بذات الذهنية (الكراهية والتعصب الديني)".
وحسب الباحث ان "هذا الاعتداء ما هو إلا نتيجة لموجة الكراهية والتعصب الديني الذي ضرب العالم في العقد".
ويبقى السؤال القائم والذي يحتاج الى مزيد من الدراسة المستفيضة والتحليل، هل ان الحادث الإرهابي في نيوزيلندا هو فردي، ام هو عمل مخطط، وإذا كان مخطط لماذا تم اختيار نيوزيلندا التي تعتبر أكثر منطقة أمنة في العالم، وكيف سيكون العالم بعد هذا الحادث وكيف يساهم في تشكيل المستقبل؟.
وماذا يريد اليمين المتطرف من وراء التصعيد العالمي، وماهو دور نظرية صدام الحضارات، وكيف سيكون رد فعل المتطرفين المتأسلمين اتجاه هذا الحادث؟.
اضف تعليق