تتصدر العلاقات الدولية المتوترة واجهة الصحافة العالمية، مع تزايد الضغوط على أوروبا في تعاملها مع الصين، واستمرار تداعيات الحرب الأوكرانية، إضافة إلى الجدل الأمريكي المتصاعد حول سياسة الهجرة.
في فرنسا، اعتبرت صحيفة لوموند أن أوروبا تواجه صعوبة متزايدة في إيصال صوتها إلى الصين تحت قيادة شي جين بينغ، رغم زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبكين مطلع كانون الأول.
ماكرون حذّر خلال زيارته من تراجع النظام الدولي التقليدي لصالح عالم متعدد الأقطاب قد يُقصي الأطراف الأضعف.
وبحسب الصحيفة، فإن الصين ما تزال متمسكة بتحالفها “غير المحدود” مع روسيا، وترفض الاستجابة لمطالب باريس وبروكسل لعب دور أكبر في احتواء الحرب في أوكرانيا.
وعلى المستوى التجاري، ترى بكين نفسها قوة كبرى قادرة على مواجهة الحروب الاقتصادية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يجعلها أقل استعداداً لتقديم تنازلات، سواء في ملف السيارات الكهربائية أو السلع الصينية منخفضة التكلفة التي تغرق الأسواق الأوروبية.
وتخلص الصحيفة إلى أن العلاقة بين الجانبين تتجه إلى مزيد من الحمائية وفقدان الثقة.
وفي بريطانيا، تناولت الغارديان ما قالت إنه “فرصة ضائعة” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد رفضه مقترح سلام قدّمه ترامب لإنهاء الحرب.
وتصف الصحيفة الخطة بأنها كانت ستمنح موسكو مكاسب إقليمية واسعة وتضعف استقلال أوكرانيا وتمزق وحدة الغرب، لكنها رغم ذلك رُفضت لأن بوتين “يعتقد أنه قادر على الحصول على كل شيء”، وفق الكاتب سايمون تسدال.
ويرى المقال أن الانتصارات التي تروّج لها موسكو ميدانيا “هامشية”، وأن بوتين أخفق بشكل واضح في تحقيق أهدافه رغم تفوقه العسكري، ما يثير تساؤلات حول قدرة الروس على تحمّل تبعات الحرب في ظل تدهور الاقتصاد واحتمالات التصعيد.
وفي الولايات المتحدة، ركّزت صحيفة يو إس توداي على قرار ترامب الأخير بوقف الهجرة من دول “العالم الثالث” عقب حادث إطلاق نار ارتكبه مهاجر أفغاني. ويصف المقال القرار بأنه “متسرع” ويعاقب الملايين بدلاً من معالجة الثغرات الحقيقية في نظام الهجرة.
ويؤكد الكاتب ديس بوتاس أن إصلاح الملف يجب أن يركز على استقطاب المهاجرين الأكثر كفاءة وضمان اندماجهم، بدلاً من فرض حظر واسع قد يضر بالمجتمع والاقتصاد الأمريكيين على حدّ سواء.
وبين شدّ وجذب بين القوى الكبرى، تبدو أوروبا أمام تحديات استراتيجية غير مسبوقة، فيما تتعامل الصين بثقة متنامية، وتواصل روسيا حربها الطويلة، وتعيد الولايات المتحدة رسم سياساتها الداخلية والخارجية في ظل إدارة ترامب.
ومع تزايد التوترات الدولية، تظل قدرة اللاعبين الرئيسيين على إيجاد مساحات للحوار والحلول المشتركة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
م.ال



اضف تعليق