نظم آلاف السودانيين مسيرات احتجاجية في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى للمطالبة بتنحي الرئيس عمر حسن البشير.
ووصل المتظاهرون إلى مقر قيادة الجيش في الخرطوم، لأول مرة، منذ انطلاق الاحتجاجات في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ويقترب هذا المبني من المجمع السكني الرئاسي. واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز والهراوات في محاولة لإبعاد المتظاهرين.
وجاءت هذه المسيرات تزامنا مع ذكرى انقلاب أطاح بحكم الرئيس السابق جعفر نميري.
لماذا يتظاهر السودانيون؟
انطلقت التظاهرات في البداية احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة، إلا أن سقف المطالب ارتفع ليركز على انتقاد حكم البشير الموجود في السلطة منذ نحو 30 عاما.
ويعانى الاقتصاد السوداني منذ فرض العقوبات الأمريكية عليه قبل أكثر من 20 عاما إثر اتهامات للخرطوم بتمويل جماعات "إرهابية".
وفي 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلنت الحكومة السودانية رفع أسعار الوقود والخبز. وجاء ذلك بعد ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع قيمة الجنية السوداني بنسبة كبيرة.
وقد فجر الإعلان عن رفع الأسعار موجة التظاهرات الأخيرة، التي تطورت إلى المطالبة برحيل البشير.
ويتعرض البشير لانتقادات تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان.
وتتهم المحكمة الجنائية الدولية فى 2009 و 2010 البشير بـ"ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وعلى إثر ذلك، صدرت مذكرة اعتقال بحقه.
من هم المتظاهرون؟
أشرف اتحاد المهنيين السودانيين، وهو ائتلاف يضم أطباء ومحامين، على تنظيم التظاهرات منذ انطلاقها في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ولعب الأطباء دورا بارزا في موجة الاحتجاجات الحالية، مما جعلهم عرضة للاستهداف من جانب السلطات.
ويقدر عدد المتظاهرات من النساء بنحو ثلثي إجمالي المتظاهرين.
كيف تعامل البشير مع مطالب المتظاهرين؟
في فبراير/ شباط الماضي، بدا الأمر وكأن البشير على وشك الاستجابة لمطالب المتظاهرين، إلا أنه بدلا من ذلك أعلن حالة الطوارئ.
ومنذ ذلك الحين زادت قوات الأمن من استخدام قنابل الغاز في الشوارع بشكل عشوائي، وأشارت التقارير إلى استخدام العنف بشكل متكرر.
وتُتهم السلطات السودانية بإلقاء القبض على نشطاء بارزين واستهداف مسعفين.
وتقول السلطات إن 31 شخصا قتلوا خلال العنف المرتبط بالتظاهرات، إلا أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" تشير إلى أن حصيلة القتلى تصل إلى 51 شخصا.
ويقول حقوقيون إن لديهم أدلة على وقوع جرائم قتل وملاحقة قضائية وعمليات تعذيب بحق المتظاهرين السلميين والمسعفين الذين كانوا يتولون علاجهم.انتهى/س
اضف تعليق