تقارير

ركضة طويريج.. عندما تخرج القلوب ركضاً لنصرة إمامها

ركضة طويريج هي تظاهرة عفوية أنشأها العلامة السيد صالح ابن الامام فقيه عصره السيد مهدي بن حسن بن احمد الحسيني الشهير بالقزويني. خ

كربلاء/ خالد الثرواني:

بدء مئات الآلاف من المسلمين الشيعة، اليوم الخميس 2021-08-19، ركضة طويريج الخالدة، بكربلاء المقدسة في ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام. وتوافدت الجموع المؤمنة للمشاركة بهذه الشعيرة، حيث يستمر التدفق الى الضريح الحسيني ركضا لساعات وسط هتافات الحزن والرثاء.

كل العالم يشاهد ركضة طويريج على القنوات الفضائية مئات الألاف من الزوار وهم يهرولون نحو ضريح الحسين وتضرب الحشود بيدها على الرأس وتصيح يا حسين يا حسين، الى الوداع سيدي.

طويريج (قضاء الهندية) هو احد ألأقضيه التابعة لمحافظة كربلاء ويبعد عن مركز المدينة (22) كيلو متراً.

وركضة طويريج هي تظاهرة عفوية أنشأها العلامة السيد صالح ابن الامام فقيه عصره السيد مهدي بن حسن بن احمد الحسيني الشهير بالقزويني.

والركضة تبدأ من منطقة قنطرة السلام والقنطرة تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مركز المحافظة وتبدأ بعد آذان الظهر بالضبط وهو الوقت الذي يسقط فيه الإمام الحسين عليه السلام  صريعاً على رمضاء كربلاء.

وكأن هذه الحشود جاءت لنصرة الحسين عليه السلام ولكنها وصلت متأخرة ولم تستطع الوصول قبل مصرع الإمام، لذلك يلطمون على الرؤوس وينادون يا حسين يا حسين فينطلقون من القنطرة مروراً بشارع الجمهورية فشارع الإمام الحسين ثم يدخلون إلى الضريح الشريف من باب القبلة ويخرجون من الباب المقابل لمرقد ابي الفضل العباس فيجتازون منطقة بين الحرمين إلى ضريح ابي الفضل العباس وعند خروجهم من الضريح تكون قد انتهت هذه الممارسة الحسينية العظيمة.

أن منظر هذا الجموع البشرية وهي تزحف نحو الضريح الشريف وصوتها الهادر بالنداء يا حسين يا حسين وهو يشق عنان السماء ويظهر المحبة والوجد لآل البيت عليهم السلام يجعل المرء يشعر بروحانية الموقف وعظمة المناسبة ويستحيل على الإنسان ان يوقف زحف دموعه على وجنتيه فهي تنسكب مدراراً ولا إراديا.

ركضة طويريج في العالم

لما كانت هذه الركضة توقع الأثر في النفوس وكانت تستقبل أكبر عدد من المعزين بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام انتشر اسمها وهيئتها حول العراق.

فقد انتشرت في مدينة قم المقدسة حيث تتم الركضة فيه من گلزار شهدا وحتى حرم السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام، فيشارك فيها الجمع الغفير كل عام، وكذا في البحرين، فإنها موجودة في الكثير من قراها ومدنها، وأشهرها نطاقا ومشاركة تلك التي تقام في المنامة، ولها انتشار في أماكن أخرى.

تاريخ الركضة

السيد صالح القزويني من كبار علماء عصره، وهو اول من سكن طويريج وأول من عمر بها، كان بيت المرزا صالح في طويريج يحفل بجمهرة كبيرة من أهالي البلدة وغيرها في أيام محرم الحرام من كل عام مشاركة في إقامة المآتم بذكرى استشهاد الامام الحسين(عليه السلام).

وفي اليوم العاشر كان المرزا صالح يمتطي صهوة جواده ويحاط بالأهالي ويركضون نحو ضريح الإمام الحسين(ع) في كل عاشوراء.

ولما توفي السيد صالح خلفه ولده العلامة السيد هادي القزويني (ت:1347ه/1928م) وكان من أعيان البلاد وامتاز بالهيبة والوقار. كما ان الملك فيصل الأول زاره وعرض عليه الاشتراك في الحكم كوزير الا انه اعتذر عن ذلك. وكان لهيمنته الأثر في ادامة الموكب واستمراريته.

وبعد وفاته استقام ولده العلامة السيد جواد (ت:1358ه/1939م) وكان من الفقهاء, ثم بعد وفاته خلفه أخوه العلامة السيد مهدي (ت:1366ه/1947م) ومن بعده السيد محمد ضياء بن السيد حسن بن المرزا صالح (ت:1973م) ومن بعده اخوه السيد رضا ومن بعده السيد محمد حسين نجل السيد هادي ثم السيد عبد العزيز القزويني ثم الشهيد السيد موسى بن السيد محيي القزويني وذلك حتى عام 1982م حيث اعتقل من قبل السلطة العراقية ولم يسلم جسده فيما بعد.

وبعد سقوط النظام عاود الموكب نشاطه, والموكب هذا لا يركب فرسه الا من كان من سلالة السيد صالح القزويني مؤسس الموكب وهي سنة تسالم عليها العرف ولا ينكره أحد, وأما في زماننا الحاضر فالسيد ثامر القزويني من بعد عام 2003م وحتى الآن هو قائد العزاء.

ويشارك فيه الملايين من شتى انحاء العراق والزوار القاصدين له من خارج العراق

وهو أشهر المواكب الحسينية على الإطلاق إذ يمتاز بالركضة ولان غرضه التعبير عن الاستجابة لقول الامام الحسين (عليه السلام) وهو الا من ناصر ينصرني... فتخرج الملايين تعبيرا عن تلبيتها لندائه عليه السلام.

..................................................................

مصادر:

1_ مقدمة كتاب مقتل أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب، تأليف المجتهد الكبير السيد صالح القزويني، تحقيق الدكتور جودت القزويني، طبع 2006م بيروت.

2_ مستدرك دائرة المعارف الشيعية للسيد حسن الامين - مقالة للدكتور جودت القزويني.

3_ كتاب تاريخ عزاء طويريج، تأليف المؤرخ الدكتور جودت القزويني (من أحفاد المؤسس). طبع بيروت 2014م عن الخزائن لإحياء التراث.

اضف تعليق