تقارير

العراق يتصدر بلدان العالم بإحتواء اراضيه على المتفجرات

استمرار وجود الألغام إلى يؤدي الى إعاقة التنمية الاقتصادية وعودة النازحين. ف

أكدت منظمة هالو ترست، اليوم الاثنين، ان عصابات داعش جعلت من الاراضي والمدن العراقية حقلا كبيرا من الالغام والمتفجرات.

وقال رئيس فريق المنظمة عمر حسام في تصريح لمجلة Foreign Policy، ان "تمت أزالة 700 قنبلة من حقل زراعي واحد في بيجي، وهو موقع من بين العديد من المواقع المشابهة في العراق".

واوضح، ان "داعش الذي سيطر على مناطق واسعة من البلاد خبأ لعدة سنوات مئات الآلاف من العبوات الناسفة، مبينا انه "تم رفع 700 عبوة ناسفة حيث عمل فريق المنظمة إلى العمل لعشرة أشهر لرفعها.

تابع، ان "العراق يعتبر من أكثر بلدان العالم احتواء على المتفجرات، إذ أن البلاد لا تزال تعاني من مئات حقول الألغام المتروكة من الحرب العراقية الإيرانية". 

ونوه الفريق، انه "تم اخراج عشرات الأحزمة الناسفة من موقع قريب من مصفاة بيجي والتي كانت معدة للتفجير لدى أقل ضغط".

واكدت صحيفة Foreign Policy، إن "الكثير من الأسلحة المعدة للتفجير في هجمات لا تزال ربما مدفونة على الطرقات، مهددة بالانفجار في أي لحظة في المناطق الكثيفة السكان".

وأضافت، ان "استمرار وجود الألغام إلى يؤدي الى إعاقة التنمية الاقتصادية وعودة النازحين، وإعاقة الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية في العراق".

وتابع، أن "أكثر من ربع تلك المتفجرات موجود في مناطق زراعية، مما يمنع المزارعين من استخدام الأرض أو كسب العيش، مبينة ان "هذه القنابل بمزيد من المصاعب الاقتصادية، مما قد يؤدي إلى إعادة اندلاع القتال والمعارك الأهلية في البلاد".

ونوهت، ان "تم تسجيل أكثر من 1100 ميل مربع من الأراضي التي تحتوي متفجرات، لكن جزء صغيرا من هذه المساحات تم فحصه، ويرجح الموقع أن تكون الأراضي الموبوءة بالألغام أكبر بكثير.

ويقدر ضحايا المتفجرات خلال العقدين الماضيين بنحو 10 آلاف قتيل ونحو 24 ألف جريح".

من جانبه، اكد جيف موينان، مدير برنامج هالو ترست في العراق، إن "الحجم الحقيقي للمشكلة يفوق بكثير الموارد الموجودة لحلها وتجند المنظمة البريطانية السكان المحليين لرسم خريطة للتهديدات، وتثقيف الأسر حول المخاطر، ووضع علامات على الطرق الآمنة للأطفال للذهاب إلى المدرسة، ونشر عربات مدرعة متخصصة لجعل الأرض آمنة مرة أخرى إعادة الأرض إلى ساكنيها".

واوضح، ان "الدعم الدولي آخذ في الانحسار

وتقوم العواصم الغربية بإعادة ترتيب علاقاتها مع بغداد في حين يشعر الدبلوماسيون بإحباط متزايد من فشل السلطات العراقية في الوفاء بوعود الإصلاح".

ولم تقم داعش بنصب الألغام بعد احتلالها للأراضي فحسب، بل إنها عندما فقدت السيطرة قامت بصنع متفجرات وتفخيخ الهواتف المحمولة وجرار المخللات ولعب الأطفال لزيادة التدمير وإعاقة تقدم القوات إلى المناطق المحررة، والكثير من هذه المتفجرات لا تزال موجودة".

وافاد مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، ان بين عامي 2014 و2015، زاد التمويل الغربي لإزالة الألغام، والتوعية بالمخاطر، ومساعدة الضحايا في البلاد بأكثر من 40 في المئة، حيث ارتفع من 36 مليون دولار إلى ما يقرب من 52 مليون دولارا".

وقد بلغ هذا المبلغ ذروته في عام 2017 حيث بلغ أكثر من 203 ملايين دولار، لكنه تقلص منذ ذلك الحين في آخر إحصاء، وتراجع إلى ما يقرب من نصف هذا العدد".

ونقل الموقع عن ميشيل رينتينار، السفير الهولندي لدى العراق الذي تعد بلاده من المانحين الرئيسيين لمهام إزالة الألغام، إن "المساعدات للعراق تتناقص بشكل عام وليس فقط من حيث إزالة الالغام وفي السنوات القليلة المقبلة، ستتغير العلاقة بين المجتمع الدولي والعراق".

وقال بعض المانحين، إنهم "يأملون في أن يحفز خفض الأموال بغداد على تغطية المزيد من تكاليف الرعاية والتنمية".

ونوه المتنحين، ان "الدولة العراقية التي تمتلك عائدات نفطية هائلة تعاني من الفساد والتي ينبغي أن تتحمل المزيد من المسؤولية

واكد السفير الهولندي، ان "إحدى النقاط الرئيسية في مناقشاتنا مع السلطات العراقية، يجب أن تخصصوا ميزانيات أكبر لهذا الأمر، ولن يمول المجتمع الدولي، إلى ما لا نهاية، بلدا يضخ مليار دولار من النفط من الأرض كل أسبوع".

وتأمل الولايات المتحدة، في تسليم العصا إلى بغداد، لكنها تعهدت في الوقت الراهن بالحفاظ على المستويات الحالية لدعمها اإزالة الألغام في العراق.

وسجل هذا الدعم انخفاضا كبيرا من أكثر من 107 ملايين دولار في عام 2018، إلى 40 مليون دولار في عام 2020، وفقا لأحدث بيانات مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية.

ونقل الموقع عن، ماثيو تولر، السفير الأميركي لدى العراق "بشكل عام، هناك نفقات أقل من المانحين الآخرين وربما أيضا من الحكومة العراقية، وبالنسبة للولايات المتحدة، ما زلنا نتعامل مع التلوث في المناطق المحررة من داعش".

ويقدر العاملون في المجال الإنساني بإزالة آلاف المتفجرات كل عام، فإنهم يقدرون أن تطهير العراق سيستغرق عقودا. وإذا انخفض الدعم، فإن هذا الإطار الزمني سيكون أطول.

اضف تعليق