وجه تقرير برلماني في بريطانيا انتقادات شديدة لوزارة الخارجية، بسبب ما اعتبر “فشلا منهجيا ذريعا” في إنجاز الانسحاب من أفغانستان بشكل سلس، صيف العام الماضي.
وحسبما نقلت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية عن التقرير الذي شاركت فيه عدة أحزاب، فإن الفشل الذي طغى على عملية الإجلاء من أفغانستان “قوض مكانة بريطانيا في العالم وفتح الباب أمام جملة من المخاطر”.
وقال التقرير الصادر عن لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، إن “الحلفاء الأفغان والجنود البريطانيين تعرضوا للخذلان بسبب أخطاء القيادة” التي ارتكبتها الحكومة في أغسطس 2021، أثناء إجلاء المترجمين الأفغان وآخرين عملوا إلى جانب القوات البريطانية لنحو 20 سنة.
وصرح رئيس اللجنة توم توجندات، وهو من المحافظين، أن “تلك الأخطاء كانت لها تبعات كبرى على بريطانيا، لأنها دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وآخرين إلى الاعتقاد بأننا غير جديين، وعندئذ، حسب نفسه قادرا على أن يهاجم أوكرانيا من دون أن نرد”.
ودعت اللجنة إلى استقالة وكيل وزارة الخارجية البريطانية فيليب بارتون، بسبب الأخطاء التي ارتكبت على مستوى القيادة وتركت عددا من الأفغان عرضة للاستهداف من قبل حركة طا لبان التي سيطرت على البلاد.
وأضاف البرلمانيون أن رئيس الوزراء بوريس جونسون، لعب “دورا أكبر” في بعض القرار، قائلين إن مسؤولي الخارجية كانوا يقدمون ردودا مراوغة ومضللة لدى جوابهم على أسئلة اللجنة.
وكتبت اللجنة أن “قرارات مهمة في هذا الملف المتعلق بالإجلاء من أفغانستان اتخذت عبر قنوات غير رسمية، وعلى نحو لا يخضع للمحاسبة”.
لكن التقرير أشاد بعدد من المسؤولين الصغار، وأثنى على ما اعتبره “شجاعة وإخلاصا منهم” للمساعدة، مضيفا أن من “قادوا وزارة الخارجية عليهم أن يخجلوا من أنفسهم”.
ووجه التقرير نقدا لما وصفه بـ”انعدام الجدية في التنسيق، وقلة الوضوح في صنع القرار”، وهو ما أتاح لحركة طالبان أن تنتقم ممن ساعدوا القوات الغربية خلال وجودها في أفغانستان.
ونقلت “سكاي نيوز” عن مقاتل بريطاني سبق له أن قضى 4 سنوات في أفغانستان، أن عددا من الأشخاص الذين ساعدوا بريطانيا وجنودها قتلوا، و”هذا على المستوى الإنساني، أما ديبلوماسيا، فتكمن التكلفة في تصوير بريطانيا بمثابة دولة غير جدية”.
وأضاف العسكري أن طريقة الانسحاب أظهرت عدم الاكتراث بـ”القيم البريطانية”، وهذا معناه أن “ما حاربنا وناضلنا من أجله (في أفغانستان) لم يكن حقيقيا”.
اضف تعليق