تقارير

بريطانيا: الحرب الروسية الأوكرانية تنذر بمجاعة عالمية

قد نصل لمرحلة الجوع، بل وحتى المجاعة. خ

حذرت بريطانيا، من خطر أزمة غذاء قد تجتاح العالم بسب الحرب الروسية الأوكرانية، فيما تطالب كييف بتوفير "ممر" لتوريد ملايين الأطنان من الحبوب المخزنة في الصوامع والموانئ.

وأكد وزير الدولة لشؤون النقل البريطاني، غرانت شابس، وفقا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"،  أن نقص الحبوب والغذاء بسبب غزو روسيا لأوكرانيا قد تكون له عواقب وخيمة على مستوى العالم.

وقال الوزير البريطاني لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية: "قد نصل لمرحلة الجوع، بل وحتى المجاعة التي يمكن أن تتجاوز الأرقام الناتجة عن الحرب نفسها".

والتقى وزير النقل البريطاني نظيره الأوكراني وزير البنية التحتية، أولكسندر كوبراكوف، لمناقشة سبل إخراج الحبوب من البلاد بعد أن أغلقت روسيا الموانئ البحرية الرئيسية في أوكرانيا.

كما اتهم مدير برنامج الأغذية العالمي الفاو، ديفيد بيسلي، روسيا بشن حرب على الأمن الغذائي في العالم.

وقال بيسلي، خلال اجتماع لقادة الأعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، إن الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود يهدد الإمدادات الغذائية لحوالي 400 مليون شخص.

وحذر مدير برنامج الأغذية العالمي الفاو، من أن الأمر تفاقم بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الوقود ونقص الأسمدة.

وأضاف أن الزيادات في تكلفة واردات القمح، دفعت بنك التنمية الأفريقي للإعلان عن صندوق قيمته خمسة مليارات دولار لدعم إنتاج الغذاء في جميع أنحاء القارة.

وأسفر عدم قدرة أوكرانيا على تصدير حبوبها عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية، فضلا عن زيادة احتمال حدوث مجاعات في الدول التي تعتمد على صادراتها.

وقالت النائبة الأولى لرئيس وزراء أوكرانيا، يوليا سفيرينكو، لبي بي سي إن هناك حاجة إلى نوع من "الممر"، كما حثت المجتمع الدولي على المساعدة في رفع الحصار عن الموانئ البحرية في البلاد.

وقالت سفيرينكو إن "الممر" يمكن أن يكون "حلاً" يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب المخزنة حالياً في صوامعها ولا يمكن شحنها.

وأضافت: "نحتاج إلى مساعدة من شركائنا الدوليين، لتأمين صادراتنا عبر الموانئ البحرية... بغية إيجاد طريقة لبناء ممر، أو حل آخر، وتهيئة فرصة للسفن الأوكرانية (للتصدير عبر البحر الأسود)"، عن طريق "ممر آمن"، مشيرة إلى أن الوسائل العسكرية قد تكون ضرورية لتحقيق ذلك.

وأضافت سفيرينكو: "نحن بحاجة إلى ضمان من الشركاء، إنه بالطبع ضمان دفاعي، وضمان أمني، حتى نتمكن من التصدير (باستخدام) هذه السفن".

سلة غذاء.. مهددة

وقبل الغزو الروسي، كانت أوكرانيا تصدر كميات هائلة من زيت عباد الشمس والحبوب، مثل الذرة والقمح.

وتنتج روسيا وأوكرانيا 30 في المئة من إمدادات القمح في العالم، وقبل الحرب، كان يُنظر إلى أوكرانيا على أنها سلة خبز العالم، إذ كانت تصدر 4.5 ملايين طن من المنتجات الزراعية شهرياً عبر موانئها.

وقالت الأمم المتحدة إن حوالي 20 مليون طن من الحبوب عالقة حالياً في أوكرانيا منذ موسم الحصاد السابق، وإذا ما سمح بمغادرتها فيمكن أن تخفف الضغط على الأسواق العالمية.

 

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة موجهة للمنتدى، أنه يجب معاقبة روسيا على غزوها لبلاده بهدف إحباط أي عدوان دولي في المستقبل.

وأضاف زيلينسكي أنه يجب إنهاء جميع أنواع التجارة مع روسيا وأنه يجب استخدام الأموال الروسية المجمدة لإعادة بناء المدن الأوكرانية التي دمرتها الحرب.

وأشار إلى أنه إذا خسرت الدول المعتدية كل شيء بسبب العقوبات والإجراءات الأخرى، فإنها تفقد أيضا الدافع لبدء الحروب.

 ملايين الأطنان بالمخازن

وتمتلئ الموانئ في أنحاء أوكرانيا بملايين الأطنان من الحبوب ولا مكان لتصريفها فيما تختنق البلاد ببطء بسبب الحصار، وفقا لـ "بي بي سي".

ويبدأ في جنوب أوكرانيا المعتدل، موسم الحصاد الصيفي في الأسابيع المقبلة لكن قلة من الناس تعرف أين ستخزن محصول هذا الموسم، ما يثير مخاوف من أن أجزاء كبيرة من الحبوب وغيرها من المنتجات الغذائية ستترك لتتعفن.

وأدت الحرب والحصار المستمر إلى توقف التجارة إلى حد كبير فيما لم يتسن تجاوز العراقيل اللوجستية والمالية الكبرى أمام الطرقات البديلة عبر القطارات أو الشاحنات لنقل مثل هذا الكم من المحاصيل إلى الأسواق العالمية.

اضف تعليق