تقارير

بينهم عراقيون.. الصليب الأحمر: نحو 25 ألف مفقود في طريق الهجرة إلى أوروبا

يختفي الأشخاص دون ترك أثر مرئي أو دون شهود. ع

 متابعة/ وكالة النبأ 

يختفي كل عام مئات الأشخاص أثناء رحلتهم للوصول إلى القارة الأوروبية أو حتى بعد الوصول إليها. وبمناسبة ذكرى اليوم العالمي للمختفين تحدث فريق مهاجر نيوز مع مسؤولة التواصل في الفرع الفرنسي لمنظمة الصليب الأحمر، لوسيل ماربو

كم يبلغ عدد المفقودين الذين تبحث عنهم منظمة الصليب الأحمر؟

لوسيل ماربو: طوّر "الصليب الأحمر" موقع إلكتروني يدعى "Trace the face" ومخصص للبحث عن المفقودين أثناء رحلتهم للوصول إلى أوروبا، ويعد بمثابة قاعدة بيانات تسمح لنا بتحديد عدد العائلات الذين يطلبون مننا القيام بالبحث.

وحتى عام 2021، كان هناك 16,500 شخص مسجل لدينا يبحث عن 25,600 مفقود. وبفضل الموقع الإلكتروني تجتمع وسطيا عائلة واحدة كل أسبوع.

ما هي الجنسية الأكثر شيوعا بين المفقودين؟

بحسب بيانات الموقع، نلاحظ وجود الكثير من الأفغان، إضافة إلى السوريين والإريتريين والعراقيين والصوماليين. وهناك أيضا بعض الأشخاص المتحدرين من الكونغو وتونس.

لماذا يمكن اعتبار رقم 25,600 مفقود أقل تقديرا من الواقع؟

يمكن أن تحدث حوادث غرق لقوارب بعيدا عن الأعين، أي تختفي مراكب بأكملها دون أن يعلم أحد. في هذه الحالة، يختفي الأشخاص دون ترك أثر مرئي أو دون شهود.

قد تكون هناك أيضًا عائلات لا تبلغ عن اختفاء أحد أفراد أسرتها. لذلك لا يتم احتساب هؤلاء الأشخاص في قاعدة بياناتنا.

كما نعلم أن بعض الحدود في غاية الخطورة. يُعرف البحر الأبيض المتوسط ​​أو المحيط الأطلسي (باتجاه جزر الكناري) أو بحر إيجة بأنهم أماكن خطرة جدا. لكن المآسي تحدث أيضا في أماكن أخرى: الصحراء الكبرى، على سبيل المثال، هي مقبرة شاسعة لمجهولي الهوية.

كيف تحدث حالات الاختفاء على طريق الهجرة؟

أشهر حالات الاختفاء هي تلك التي تحدث في البحر، ولكن يمكن للأشخاص أيضا الاختفاء حتى بعد وصولهم إلى القارة الأوروبية، خاصة عند عبور الحدود البرية.

من الضروري للغاية تسجيل رقم هاتف قريب أو أكثر على ورقة

العديد من العائلات مشتتة على الحدود وتفقد قدرة التواصل مع بعضها في تلك المناطق، كما تتعرض هواتف الأشخاص للسرقة أو يفقدونها أثناء الرحلة. وإذا لم يحتفظ المهاجرون بأرقام هواتف أقاربهم بشكل آخر، فإنهم يواجهون صعوبة كبيرة في الاتصال بهم بعد ذلك. وهكذا يمكن أن ينقطع التواصل بين أفراد العائلة على مدى أشهر، وبعدها يعلنون عن حالة اختفاء.

لكن يجب التنويه أن الأشخاص المفقودين لا يموتون جميعا، فبعض المهاجرين على قيد الحياة لكننا لا نستطيع العثور عليهم أو الاتصال بهم. كانت لدينا حالة مفاجئة لأحد الأفراد الذي انفصل عن شقيقه لسنوات عدة، بينما كانا يعيشان في البلد نفسه. فكان الشقيقان يبحثان عن بعضهما البعض أثناء إقامتهما في ألمانيا، على بعد بضعة كيلومترات فقط من بعضهما البعض.

ما هي نصيحتكم للمهاجرين حتى لا يفقدوا الاتصال بأحبائهم؟

من الضروري للغاية تسجيل رقم هاتف قريب أو أكثر على ورقة. ومن الأفضل أن تكون هذه الورقة مغلفة لمنع تبللها عند عبور البحر أو النهر.

كما نحاول قدر الإمكان أن نجعل الأطفال الذين نسافر معهم يحفظون أرقام الهواتف عن ظهر قلب، تحسبا لوقوع حالات انفصال على الطريق.

إذا اعتقلت الشرطة مجموعة من الأفراد، فالأفضل أن يحاولوا الطلب من السلطات البقاء مع عائلتهم. بعض الأهالي محتجزون دون أي وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي وبالتالي يفقدون أثر أطفالهم.

ما هو تأثير حالات الاختفاء على الأقارب والأحباء؟

خلف أرقام الاختفاء، هناك عائلات ضحايا. إنه أمر صعب للغاية لأن هؤلاء الناس لا يعرفون ما إذا كان أحبائهم أحياء أو أموات. بدون دليل قاطع أو بدون جثة، من الطبيعي أن تستمر العائلات في أملها بعدم وقوع الوفاة.

الحياة تكون بالنسبة لهم معقدة ومؤلمة لأنهم لا يستطيعون الحداد.

هناك عواقب إدارية واجتماعية واقتصادية كبيرة أيضا. أثناء الاختفاء، تتجمد جوانب عدة من الحياة: أرملة غير معترف بوفاة زوجها وبالتالي ولا يمكنها الزواج مرة أخرى، وقريب لا يستطيع الوصول إلى الحساب المصرفي للمتوفى، وعائلة غارقة في عدم الاستقرار منذ اختفاء الأب المعيل. الزوجة والأطفال... الكثير من المواقف المريعة.

لتقديم أفضل دعم لهم، يوفر الصليب الأحمر للعائلات الدعم النفسي والاجتماعي. يتم اتخاذ الإجراءات القانونية من خلال العمل مع السلطات المحلية لسن قانون يعترف بالاختفاء. كما يتم تقديم الدعم المالي، في أغلب الأحيان، للنساء الأرامل اللاتي أصبحن ربات أسر. ننظم أيضا مجموعات مناقشة للسماح للعائلات بالالتقاء ومناقشة تجربتهم مع وجود طبيب نفساني.

كيف يبدأ الصليب الأحمر في البحث عن الأشخاص المفقودين؟

إنه عمل شاق ويستغرق وقتا طويلا، فنحن نعمل من نقطتي انطلاق مختلفتين.

يمكن أن يكون ذلك من خلال العائلات التي تتواصل معنا من خلال مكاتبنا المحلية. في هذه المرحلة، نفتح طلب بحث ونوجههم إلى موقع Trace the face، حيث ينشرون صورة أحبائهم.

لكن لا يريد الجميع الكشف عن أنفسهم بشكل علني. في هذه الحالة، نساعدهم من خلال مقابلة طويلة لمعرفة ملابسات الاختفاء والحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات. بعد ذلك، نتبادل بياناتنا مع وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأفرع الصليب الأحمر المحلية لإجراء البحث.

المحور الآخر يعتمد على الجثث المسترجعة والمجهولة الهوية. نقوم بجمع معلومات عن البقايا (مجوهرات، وشم، أقراط، كسور، إلخ) ونحاول العثور على العائلات. نحاول تنويع مصادرنا من خلال التحدث مع ناجين من نفس القارب على سبيل المثال. كأننا نعمل على تجميع قطع الألغاز للحصول على هوية وإيجاد عائلات. إنها مهمة طويلة وشاقة.

يجب التبليغ عن حالات الاختفاء بأسرع وقت ممكن

نحن ندرك أننا لا نعثر على جميع المفقودين. ومع ذلك، فإن للعائلات الحق في الحصول على إجابة وواجبنا هو إيجادها. لكن بدون الجثة، تظل الإجابة جزئية فقط. من خلال العمل على الأحداث الزمنية ومقاطعة مصادرنا، يجب أن نكون قادرين على تقديم إجابة قوية. إنها مسؤولية ضخمة إعلان وفاة أحد الأحباء دون تقديم جثة.

ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها عند البحث عن مفقود؟

من المهم تجميع المعلومات المفيدة مسبقا: مكان وتاريخ المغادرة، رفقاء السفر، الوجهة، الخصائص الفيزيائية (الوشم، الأقراط، الندوب، إلخ).

غالبا ما نكون الملاذ الأخير للعائلات الذين يتجهون أولا إلى رفقاء السفر أو الأقارب في بلد الوصول. عندما تفشل أبحاثهم، يتصلون بنا.

يجب التبليغ عن حالات الاختفاء بأسرع وقت ممكن وتفويضنا بإجراء البحث عنهم. يمكن للعائلات أن تثق بنا لأننا نقوم بذلك لأغراض إنسانية.

المصدر: DW

اضف تعليق