لم يعد تغير المناخ العالمي مشكلة مستقبلية بل أصبح ظاهرة خطرة أكثر تواترًا وأشد وقعا، الأمر الذي يتطلب الاستثمار بشكل أكثر حكمة والاستعداد للأحداث المتطرفة الواسعة التي لا يستطيع حتى العلماء التنبؤ بها، وفقا لمقال للأستاذ الفخري بجامعة "ويسليان" الأميركية غاري يوهي بمجلة "نيوزويك" (Newsweek).
أبرز الكاتب في المقال أن العالم شهد هذا العام بعض أسوأ الكوارث في التاريخ الحديث الواقعة بتأثير البشر ولا يتوقع أن تقف عند هذا الحد.
وما نعرفه الآن، حسب يوهي، هو أن ما هو قادم سيكون أسوأ مما يمكننا التنبؤ به بناءً على البيانات الموجودة فقط، وأن الضرر، سواء من حيث الثروة أو الحياة البشرية، سيكون بحجم لا يمكن تصوره
وقال إن على من لا يدرك ذلك الأمر أن يسأل من يعيشون في التلال الشمالية لولاية كاليفورنيا، أو وديان هيوستن، أو مناطق نيو ساوث ويلز وريفيرينا في أستراليا، أو مقاطعة خنان في الصين الذين أصبحوا يعيشون في بيئة غريبة عليهم.
وحذر الأستاذ من أن البشرية تبدو مخدوعة أو غير مدركة لتداعيات أفعالها وهي تنتقل من ظاهرة مناخية شديدة الخطورة إلى أخرى، وحتى أثناء انتقال هؤلاء الناس لموجات الحر الشديدة وحرائق الغابات والجفاف والأعاصير الشديدة، يبدو أن كثيرين إما أنهم غافلون عن خطورة الوضع أو ينكرون ذلك، وفي الواقع قد يبدو شراء منزل جديد للوهلة الأولى استثمارا ذا عواقب وخيمة.
وشدد يوهي على أن المتتبع لما يحدث يدرك أنه، ومع اقتراب عام 2022 من نهايته، لا أمل في عودة الأمور لطبيعتها من جديد ومن يبحث عن ذلك أحمق، إذ المتوقع أن تستمر الأمور في التدهور لا العكس، وفقا للأستاذ الجامعي
ولفت إلى أن الناس يستخفّون بعواقب تغير المناخ عند اتخاذ قرارات مهمة كشراء بيت مثلا، مبرزا تعريفا للمخاطر على أنها احتمال وقوع الحدث مضروب في العواقب التي قد تنتج عنه.
وختم بالقول إننا إذا لم نأخذ في الاعتبار إمكانية حدوث كوارث متطرفة، فإننا جميعًا نتجاهل مسؤوليتنا في مواجهة تغير المناخ النشط.
اضف تعليق