تفقد مدينة غزة يوم بعد يوم مقومات الحياة البسيطة، ومع تقادم الأيام يزداد الوضع سوءاً، فقد دمر الاحتلال الإسرائيلي كل شي ووصل الأمر إلى الآبار وشبكات المياه التي أصبحت خاوية جراء الاستهداف العنيف للبنية التحتية ومرافق البلدية.
وتتواصل حرب التعطيش والتجويع، بالتوازي مع الحرب الوحشية الدموية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة لليوم الـ157 على التوالي.
وحذّرت بلدية مدينة غزة، الاثنين، من أن أزمة الجوع تتسارع وتحصد أرواح العديد من الفلسطينيين، مشيرة إلى تقلص حصة الشخص الواحد من المياه إلى لترين يومياً بدلاً من 90 لتراً قبل العدوان، وهو ما يفاقم المعاناة مع حلول شهر رمضان.
وحذر المتحدث باسم البلدية، حسني مهنا من ارتقاء مزيد من الشهداء بسبب الجوع والعطش شمال غزة، في حال طال أمد الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وأضاف مهنا: "المساعدات الغذائية والإغاثية التي وصلت إلى غزة والشمال مهمة جدًا في ظل حالة المجاعة، لكنها لا تلبي حاجة المواطنين".
وعلى صعيد المياه، فإنه أفاد بأن حصة الفرد في مدينة غزة تقلصت إلى لترين يوميا فقط بعد أن كانت تصل إلى 90 لترا "قبل حرب الإبادة الجماعية".
وعزا المسؤول الفلسطيني ذلك النقص الحاد إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بمرافق وشبكات المياه جراء الاستهداف الإسرائيلي العنيف للبنية التحتية ومرافق البلدية.
وأوضح أن جيش الاحتلال دمر 40 بئراً للمياه و9 خزانات و42 ألف متر طولي من شبكات المياه، و500 محبس بأقطار مختلفة، إضافة إلى عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه المتبقية.
وأشار إلى أن بلدية غزة لم تستلم أي كميات من الوقود منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مشددًا على ضرورة تزويد البلديات بالوقود اللازم لتقديم الخدمات الأساسية كضخ المياه وتشغيل مرافق الصرف الصحي وجمع النفايات وفتح الشوارع المغلقة بركام المباني المدمرة أمام حركة مركبات الإنقاذ والطوارئ.
وحذر من أن "الأوضاع الصحية والبيئية في غزة كارثية للغاية جراء تراكم 70 ألف طن من النفايات في شوارع وأحياء المدينة خاصة في محيط مجمع الشفاء الطبي غرب المدينة ".
ولفت إلى أن جيش الاحتلال دمر مليون متر مربع من شبكة الطرقات في مدينة غزة فقط، ما أدى إلى تحويل غالبية الشوارع المعبدة إلى ترابية غير صالحة لسير المركبات بسبب الحفر العميقة فيها.
وأضاف: "التدمير طال كل مكونات الطريق من شبكات كهرباء وإنارة وإشارات مرورية وأعمدة وخطوط مياه وأرصفة وجزر الشوارع والميادين".
المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" عدنان أبو حسنة قال، إن "90% من سكان القطاع يشربون مياه ملوثة، ويعانون سوء التغذية".
ووصف أبو حسنة، في تصريحات، الأوضاع في القطاع بـ"المتدهورة والخطير"، لافتاً إلى أن هناك "أكثر من 100 ألف ضحية وجريح ومفقود، يشكلون 5% من سكان القطاع"، وأن "عمليات القتل والتدمير والقصف مستمرة".
وأشار إلى "وجود انهيارات كبيرة بالمستويات الإغاثية والإنسانية والصحية"، موضحاً أن "سكان غزة لم يعودوا مقاومين للأمراض، ونلاحظ ارتفاعاً خطيراً وغير مسبوق في الأمراض المعوية، والجرب الذي ينتشر بصورة خطيرة".
وأعرب المتحدث باسم "الأونروا" عن أسفه بأن الوكالة "توزع مساعدات غذائية ومياه مرتين في الأسبوع وهي لا تكفي، فنحن نعتمد على ما يدخل من المعابر"، مضيفاً: "خلال شهر رمضان من المفترض أن يتم زيادة المساعدات الإنسانية".
ع.ع
اضف تعليق