بدأت محاكمة مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان جيرشكوفيتش، المتهم بالتجسس في روسيا يوم الخميس، حيث استمعت المحكمة لشهادات الشهود في جلسات مغلقة. ومن المتوقع أن تنتقل القضية قريباً إلى المرافعات الختامية، في وقت اعتبرت فيه صحيفة جيرشكوفيتش أن هذه المحاكمة "صورية".
السرعة غير المعتادة في سير المحاكمة أثارت تكهنات حول إمكانية وجود صفقة تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وروسيا تشمل جيرشكوفيتش. عادةً ما تُختتم القضايا القانونية في روسيا قبل إجراء أي تبادل كهذا.
جيرشكوفيتش، الذي ينفي التهم الموجهة إليه ويؤكد أنها كاذبة، مثل أمام المحكمة في يكاترينبورغ، حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 20 عاماً. تتهمه السلطات الروسية بجمع معلومات سرية لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عن شركة مصنعة للدبابات في إطار الحرب الروسية في أوكرانيا. ويُعد جيرشكوفيتش أول صحافي أميركي يُعتقل بتهمة التجسس منذ الحرب الباردة.قُبض على جيرشكوفيتش في 29 مارس 2023 بمطعم في يكاترينبورغ، ومنذ ذلك الحين، محتجز في سجن ليفورتوفو في موسكو. ترفض الصحيفة والحكومة الأميركية هذه الاتهامات، وتؤكد أنه كان يقوم بعمله كمراسل معتمد.
في بيان يوم الخميس، أكدت الصحيفة أنه تم اعتقال جيرشكوفيتش ظلماً منذ 477 يوماً، مشيرة إلى استمرار جهودها للإفراج عنه. وقد أُعلن أن جلسة الاستماع يوم الخميس ستكون مغلقة، على أن تُعلن وسائل الإعلام عن الحكم لاحقاً.
قال المحامي يفجيني سميرنوف، الذي لديه خبرة في مثل هذه القضايا، إن الحكم قد يصدر في وقت مبكر من الأسبوع المقبل. وتعتبر المحاكمات المغلقة أمراً شائعاً في روسيا في قضايا التجسس.
شهادة الشهود
أعلنت المحكمة أنها ستستمع إلى شهادات الشهود يوم الخميس، ولم تُقدم تفاصيل عن الإجراءات. أظهرت صحيفة محلية صورة لنائب مؤيد للكرملين، فياتشيسلاف فيجنر، وهو يغادر قاعة المحكمة بعد الإدلاء بشهادته. وقد رفض فيجنر تقديم تفاصيل حول دوره، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على سرية القضية.
من المتوقع أن تستمر المحاكمة يوم الجمعة، حيث سيقدم المحامون مرافعاتهم الختامية. وقد انتهى الطرفان من تقديم أدلتهما، والآن ستبدأ المناقشات النهائية.
في سياق حديثه عن السرعة غير العادية للمحاكمة، أشار سميرنوف إلى إمكانية وجود هدف محدد وراء ذلك، آملاً أن يكون هذا مؤشراً على قرب حدوث تبادل.
يقول الكرملين إن القضية تتعلق بالمحكمة فقط، لكنه أشار إلى أن جيرشكوفيتش أُلقي القبض عليه متلبساً. كما ذكر وزير الخارجية الروسي أن لديهم "أدلة دامغة" على تورط جيرشكوفيتش، دون أن يكشف عنها.
تتواصل الاتهامات من المسؤولين الأميركيين بأن روسيا تستخدم جيرشكوفيتش وجندي مشاة البحرية السابق بول ويلان كأوراق ضغط في مفاوضات تبادل الأسرى. بينما تؤكد واشنطن أن الرجلين محتجزان ظلماً وتعمل على إعادتهما إلى الوطن.
في المقابل، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عن انفتاح بلاده على تبادل السجناء، بما في ذلك جيرشكوفيتش، وأكد أن الاتصالات مع الولايات المتحدة جرت ولكن يجب أن تبقى سرية.
المصدر: رويترز
ترجمة وكالة النبأ الخبرية
اضف تعليق