كشفت التقارير الأخيرة عن عودة ملحوظة لتنظيمي داعش والقاعدة في أنحاء الشرق الأوسط، في ظل الأزمات المستمرة وعدم الاستقرار، وخاصة النزاع الحالي في غزة.

ووفقاً لصحيفة الغارديان، فإن تنظيم داعش قد كثف أنشطته في العراق وسوريا واليمن ومصر، مستفيداً من الفوضى الإقليمية، وقد خلقت الحرب في غزة بيئة مثالية لهذه الجماعات لتعزيز وجودها وتوسيع عملياتها.

وأوضحت الصحيفة ان في شبه جزيرة سيناء، أصبحت هجمات داعش أكثر تكراراً ودموية، حيث سجلت تقارير وقوع أكثر من 150 هجوماً نفذها التنظيم ضد قوات سوريا الديمقراطية والقوات العراقية هذا العام، ورغم الجهود المبذولة للقضاء على داعش في العراق، يواصل التنظيم تنفيذ هجمات متفرقة ويسعى لترسيخ وجوده على طول الحدود اليمنية، مع تسجيل هجوم حديث في قرهانجير أسفر عن مقتل أحد موظفي أمن الحدود.

التقارير الأمنية تشير إلى أن الفجوة بين قوات البيشمركة والجيش العراقي، خاصة في مثلث كركوك - صلاح الدين - ديالى وسلسلة جبال حمرين، قد ساهمت في بقاء بقايا داعش، وقد مُنعت الألوية المشتركة التي تم تشكيلها لتأمين هذه المناطق من القيام بمهامها بشكل فعال.

وتشعر أجهزة الأمن الإقليمية بقلق متزايد من أن الصراع في غزة قد يمكّن تنظيمَي داعش والقاعدة من إعادة بناء أنفسهما وتنظيم مؤامرات إرهابية جديدة.

ووفقاً لما ذكرته الغارديان، فإن تريشيا بيكون، الخبيرة في مجال الإرهاب في الجامعة الأميركية، وصفت حرب غزة بأنها "سبب محوري" قد يؤدي إلى تطرف جيل جديد من الجهاديين، مما يزيد من خطر الإرهاب في السنوات القادمة.

كما أفادت تقارير الأمم المتحدة بأن الجماعات المتطرفة تستغل النزاع في غزة لجذب مجندين جدد وتعبئة المؤيدين الحاليين، رغم الإدانة التاريخية لحماس. وفي فبراير/شباط، حذر تقرير للأمم المتحدة من أن التنظيمات الرئيسية التابعة لتنظيم القاعدة تخطط لعمليات طموحة وتعيد تنشيط استراتيجياتها الإعلامية لتحفيز الأفراد المنفردين على مستوى العالم.

في سوريا، قام تنظيم داعش بشن أكثر من 100 هجوم على القوات الحكومية والمقاتلين الأكراد في الأشهر الأخيرة، حيث بلغ العنف ذروته في مارس/آذار. وقد أسفر هجوم حديث في محافظة الرقة عن مقتل سبعة جنود سوريين، ومنذ بداية العام، قُتل 383 مقاتلاً من القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها.

كما يسلط تقرير الأمم المتحدة الضوء على الاستراتيجيات الإعلامية المختلفة للتنظيمين، حيث يركز تنظيم داعش على الأنظمة المحلية بينما يركز تنظيم القاعدة على حملة عالمية ضد القوى الغربية.

 

 

المصدر-وكالات

م.ال


اضف تعليق