يشكل إعلان حركة حماس تعيين يحيى السنوار، أحد أبرز المطلوبين لإسرائيل، قائدا لها نقطة هامة في استراتيجية الحركة في حربها ضد إسرائيل، إذ يحمل رسائل ودلالات جوهرية متعلقة بملفات عدة منها المفاوضات وآلية إدارة الحرب، وفقا لمراقبين.

يعد يحيى السنوار العدو الأبرز للساسة الإسرائيليين الذين وصفوه بأنه الأكثر شراً والأكثر خطورة على دولة إسرائيل منذ تأسيسها، كما وصفه مسؤولون إسرائيليون بالحي الميت في إشارة إلى أنه يعتبر المطلوب رقم 1 لإسرائيل، ويعتبر يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي أن اختيار الحركة السنوار قائداً للحركة سبب إضافي يدعو لاغتياله.

وفيما يرى محللون أن اختيار السنوار خلفاً لهنية في قيادة الحركة أمراً منطقياً رداً على اغتيال إسرائيل لهنية، إلا أن اختياره يشكل رسالة تحدي لإسرائيل، اذ على الحكومة الإسرائيلية التعامل الآن مع مهندس هجوم أكتوبر والعقل المدبر له وفق تعبيرها.

وعلى الرغم من التحديات المنطوية على هذه الخطوة، فإن اختيار زعيم جديد لحركة من داخل القطاع المحاصر وعلى الخطوط الأمامية في المواجهة مع إسرائيل، تبدو كرد على الأخبار التي انتشرت مؤخراً عن وجود خلافات في صفوف الحركة بعد اغتيال هنية وتدل أن الحركة عازمة على المضي قدماً في خيار المواجهة المباشرة مع إسرائيل والاستمرار في الحرب معها، حسبما قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الثلاثاء.

ويبدو أن الحركة اختارت موقفاً أكثر تصلباً وتشدداً في إطار المواجهة مع إسرائيل، وفي صدد تصعيد عسكري وميداني وسياسي أوسع بعد اختيار قائد ميداني وعسكري، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن صرح أن "السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيسي في ما يتعلق بإبرام وقف لإطلاق النار" في القطاع الفلسطيني.

بينما يرى محللون أن المفاوضات ستستمر على نهجها مع احتفاظ خليل الحية، نائب هنية، بموقعه فيها والذي سيستمر على النهج المتفق عليه بالتنسيق مع السنوار منذ الآن.

من هو يحيى السنوار؟

ولد في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة ويبلغ من العمر 61 عاماً. اعتقل السنوار مرات عدة في السجون الإسرائيلية منذ عام 1987، وواجه أحكاماً بأربع مؤبدات أمضى منها 23 عاماً خلف القضبان، حيث تعلم اللغة العبرية، قبل أن يتم الإفراج عنه عام 2011 ضمن صفقة تبادل للأسرى أبرمتها الفصائل مع إسرائيل فيما بات يعرف بصفقة جلعاد شاليط.

عقب الافراج عنه، انضم السنوار إلى صفوف حركة حماس منذ تأسيسها، وتبوأ مناصب قيادية في الحركة في غزة عام 2012، قبل أن يتولى قيادة مكتب الأشغال وجهاز الأمن الداخلي التابع لحماس والذي أسسه بنفسه.

تم تعيينه قائداً ورئيساً لإقليم حماس في غزة عام 2017، وجددت الحركة انتخابه في 2021.

كان السنوار قائداً للنخبة في الحركة وقاد العمل المسلح لكتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري للحركة، في الحروب االتي خاضتها الحركة من غزة ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة، وأدرجته الولايات المتحدة الأمريكية على "قائمة الإرهابيين الدوليين".

ومنذ اندلاع الحرب المستمرة على قطاع غزة، يعمل السنوار متخفياً في الظل ولم يسجل أي ظهور جماهيري أو إعلامي، باستثناء بعض التسريبات الإسرائيلية التي رصدت تحركات له في أنفاق غزة.

وانتخب السنوار الأربعاء رئيساً للحركة للحركة خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران الأسبوع الماضي، بعد إجماع على شخصه من قبل قادة وأعضاء الحركة في أقاليمها الثلاثة في الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج.

المصدر: مونت كارلو الدولية

ع.ع

اضف تعليق