في خضم التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، أصبح العراق ساحة تتقاطع فيها مصالح إقليمية ودولية متشابكة، مما يجعله ميداناً محتملاً لصراع جديد بين إيران وإسرائيل.
وبحسب كامران بخاري، الخبير في شؤون الأمن القومي بجامعة أوتاوا، فإن النفوذ الإيراني الذي كان يُعتقد أنه ثابت في المنطقة بات يتعرض لاختبارات قوية، خاصة مع تصاعد التهديدات تجاه "حزب الله" بعد خسائره الأخيرة في المواجهات مع إسرائيل.
وأشار بخاري في تحليل نشره موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي، إلى أن العراق يشغل الآن موقعاً حيوياً في الاستراتيجية الإيرانية، حيث تخطط طهران لاستخدام أراضيه لإطلاق صواريخ على إسرائيل إذا اقتضت الضرورة، رداً على الضربات الإسرائيلية المتكررة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة أوضحت موقفها لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، محذرة من أن أي استخدام للأراضي العراقية في هذا النزاع قد يدفع إسرائيل للرد بقوة على الأراضي العراقية نفسها، ما قد يجر العراق إلى دائرة المواجهة المباشرة.
تاريخياً، شكل العراق تحدياً استراتيجياً لإيران؛ فمنذ حرب الثمانينيات إلى الصراعات الطويلة مع الإمبراطوريات القديمة، ظل العراق محوراً أساسياً في الخطط الأمنية الإيرانية.
ومع سقوط النظام العراقي السابق ودخول القوات الأمريكية، تمكنت إيران من تعزيز نفوذها من خلال دعم القوى الشيعية والكردية، مستفيدة من الفوضى الإقليمية التي تلت ذلك.
وباتت طهران تعتبر العراق ركيزة استراتيجية يمكن استخدامها للضغط على خصومها.
لكن اليوم، ومع تصاعد التحذيرات والتوترات، يبدو أن العراق مرشح للعودة مجدداً كساحة تنافس محتدم بين إيران وإسرائيل، ومع تصاعد الحديث عن احتمالات رد إيراني "قوي ومتطور" على الهجمات الإسرائيلية، تتزايد المخاوف من اندلاع مواجهات جديدة قد تتجاوز حدود العراق، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
وفي حال اتسعت دائرة الحرب ووصلت إلى العراق، فإن النفوذ الإيراني الذي طالما هيمن في المنطقة الغربية للعراق وسوريا قد يتعرض لهزة عنيفة، ما قد يسهم في تغيير موازين القوى الإقليمية.
م.ال
اضف تعليق