تستمر الحرائق في مدينة لوس أنجلوس التابعة لولاية كاليفورنيا في التمدد ليومها السابع على التوالي، مع ارتفاع أعداد الضحايا والدمار الواسع في المناطق المتضررة.
وحتى صباح اليوم الإثنين، بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الحرائق 24 حالة، في حين تم إجلاء نحو 300 ألف شخص، وتعرضت آلاف المنشآت لأضرار جسيمة أو اقتربت منها النيران، وفقاً لأسوشيتد برس.
أسباب انتشار الحرائق
وتعد الظروف الجوية الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية التي تجاوزت سرعتها 150 كيلومتراً في الساعة من العوامل الرئيسية التي ساهمت في اندلاع الحرائق وانتشارها بسرعة في مدينة لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها.
كما تم الإشارة إلى تغير المناخ كأحد الأسباب المؤثرة في زيادة شدة وتواتر حرائق الغابات في كاليفورنيا، حيث أدت درجات الحرارة العالمية المرتفعة إلى إطالة فترات الجفاف، مما جعل الغطاء النباتي أكثر عرضة للاحتراق.
الخسائر الاقتصادية وتأثيرات التأمين
وتواجه شركات التأمين صعوبة كبيرة في تعويض المتضررين، حيث أظهرت التقارير أن 7 من أكبر 12 شركة تأمين أميركية قد قيدت التأمين على الأصول في كاليفورنيا بسبب ارتفاع المخاطر. وتأسست شركة "FAIR" في الولاية، لكنها تواجه صعوبة في توفير السيولة النقدية اللازمة لتعويض الخسائر، حيث يبلغ حجم محفظة الأصول 458 مليار دولار، ولكن السيولة المتاحة هي 700 مليون دولار فقط.
وتتراوح تقديرات الخسائر المباشرة وغير المباشرة بين 52 مليار إلى 57 مليار دولار، مع بعض التقديرات التي تصل إلى 150 مليار دولار. ويُتوقع أن تتواصل الكارثة الاقتصادية في المنطقة، خاصة مع استمرار انتشار الحرائق على مساحات شاسعة.
جهود الإطفاء
طواقم الدفاع المدني من كاليفورنيا وأربع عشرة ولاية أخرى، بما في ذلك فرق إطفاء دولية من المكسيك، تعمل بلا توقف لمكافحة النيران.
وحتى مساء السبت، كانت جهود إطفاء حرائق باليساديس وإيتون قد أسفرت عن احتواء الحرائق بنسبة 11% و15% على التوالي، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الفرق بسبب الرياح العاتية.
التداعيات الاجتماعية والتعليمية
ونتيجة للأضرار البيئية والدخان الكثيف، أغلقت المدارس في مدينة لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها، حيث توقفت الدراسة في 335 مدرسة في خمس مقاطعات، في وقت لا يزال فيه الجدول الزمني لعودة المدارس غير مؤكد.
وفي الوقت الذي تواصل فيه فرق الطوارئ عملها على احتواء الحرائق، لا تزال الظروف الجوية تشكل تهديداً كبيراً، مع توقعات بأن تشهد الأيام القادمة رياحاً قوية من شأنها أن تعرقل جهود الإطفاء.
م.ال
اضف تعليق