في خطوة وُصفت بأنها قد تُعيد الولايات المتحدة إلى موقع الريادة في صناعة الرقائق الإلكترونية، أعلنت شركة أميركية ناشئة تُدعى "Substrate" عن تطوير تقنية طباعة جديدة تعتمد على الأشعة السينية (XRL)، يُتوقّع أن تُحدث تحولًا جذريًا في قطاع أشباه الموصلات العالمي، الذي تهيمن عليه منذ سنوات شركة ASML الهولندية.

وتُعد تقنية الطباعة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV) التي تنتجها ASML العمود الفقري لصناعة الرقائق المتطورة بدقة 7 و5 و2 نانومتر، غير أن تكلفتها الباهظة – التي تتراوح بين 150 و380 مليون دولار للجهاز الواحد – جعلت هذه التكنولوجيا حكرًا على عدد محدود من الشركات الكبرى، في ظل قيود التصدير الأميركية التي تمنع بيعها إلى الصين.

هنا تبرز "Substrate" برؤيتها المختلفة، إذ تعتمد تقنيتها على الأشعة السينية الناتجة عن تسريع الجسيمات دون الذرية إلى سرعات تقارب سرعة الضوء، ما يتيح إنتاج مصدر ضوئي يفوق ضوء الشمس بمليارات المرات. وتؤكد الشركة أن هذه المقاربة ستسمح بطباعة دوائر إلكترونية معقدة بدقة غير مسبوقة تصل إلى 2 نانومتر أو أقل، وبتكلفة تشغيل أقل بكثير من الأجهزة الحالية.

ويُتوقع أن تُسهم هذه التكنولوجيا في تمديد صلاحية قانون مور – الذي ينص على تضاعف عدد الترانزستورات في كل شريحة كل عامين – بعد أن بدا أن الصناعة تقترب من حدّها الفيزيائي. كما تشير "Substrate" إلى أن تقنيتها قد تُخفض تكلفة الرقاقة الواحدة إلى نحو 10 آلاف دولار فقط بحلول نهاية العقد، مقارنةً بنحو 30 ألف دولار حاليًا، مما قد يُعيد التوازن الاقتصادي إلى صناعة باتت تكاليفها تتصاعد بوتيرة غير مسبوقة.

وترى الشركة أن مشروعها يمثل فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لاستعادة موقعها في سباق الرقائق الذي تتصدره حاليًا كلٌّ من تايوان وكوريا الجنوبية، مؤكدة أنها تمتلك خطة واضحة لإعادة الصناعات الدقيقة إلى الأراضي الأميركية.

وإذا نجحت "Substrate" في تنفيذ رؤيتها، فقد يشهد العالم ثورة جديدة في تكنولوجيا الرقائق الدقيقة، تُعيد رسم خريطة القوى التقنية العالمية، وتفتح الباب أمام جيل أكثر تقدمًا من الأجهزة الذكية والحواسيب الفائقة والسيارات ذاتية القيادة.

م.ال

اضف تعليق