نشرت مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام بحثا أعدّه كل من د. نهى عارف علي الدرويش وخالد عبد الغفار البياتي ( باحث وخبير استراتيجية في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية)، بعنوان "الطريق نحو الاعتدال: مكافحة التطرف العنيف من منظور الأمن الوطني الشامل"، يقدم رؤية معمقة لمعالجة جذور التطرف في العراق من منطلق بناء الإنسان وتعزيز الأمن الوطني.

يشير الباحثان إلى أن التطرف يبدأ غالباً بانغلاق فكري يتحول إلى انفعال ثم سلوك عدائي قد يبلغ حد العنف أو الإرهاب، محذرين من أن انتشار خطاب التطرف يرتبط بصورة مباشرة باضطراب الأوضاع السياسية والأمنية.

المشكلة والمنهج

يوضح كل من الباحثة نهى الدرويش والبياتي أن معالجة التطرف العنيف أصبحت أولوية وطنية ملحّة، نظراً لكون أغلب المتورطين فيه من الشباب والأطفال، ما يهدد السلم المجتمعي والبنية التحتية البشرية للدولة. وتعتمد الدراسة على التحليل المستند إلى المصادر ومنهج الخبرة، وتتضمن ثلاثة مباحث تتوج باستنتاجات وتوصيات.

أهم النتائج

توصل الباحثان إلى مجموعة من الاستنتاجات، أبرزها: 

1. أن الخطاب المتطرف الديني والقومي والقبلي يعد من أهم أسباب الاضطراب السياسي والأمني في العراق.

2. غياب استراتيجية واضحة لإدارة الأزمات وغياب فرق متخصصة يفاقمان عوامل هشاشة الدولة أمام التطرف.

3. ضرورة تبني الاعتدال في الدين والسياسة والإعلام لضمان استقرار النظام السياسي.

4. حاجة العراق إلى ثورة فكرية واجتماعية تزيل الشوائب الفكرية الدخيلة على المجتمع.

5. أن مستقبل العراق مرهون بوجود إرادة حقيقية لصياغة استراتيجية وطنية تشاركية تقوم على الاعتدال.

قدّم الدرويش والبياتي مجموعة توصيات لصناع القرار العراقي، من أبرزها:

- اعتماد خطاب ديني وسياسي معتدل، مع تشكيل لجان من الجهات الدينية الرسمية لمراقبته وإعادة ضبطه.

- استثمار الانتصارات على الإرهاب لتعزيز الروح الوطنية والوسطية عبر خطاب إعلامي عقلاني وإنساني.

- توجيه الجامعات لتشكيل لجان تعزز قيم المواطنة لدى الشباب.

- مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها منصة يستخدمها المتطرفون لنشر أفكارهم.

خاتمة

يؤكد الباحثان أن الاعتدال منهج متكامل وليس خياراً هامشياً، وأن مواجهة التطرف تتطلب رؤية وطنية تشمل التربية والثقافة والإعلام بالتوازي مع الإجراءات الأمنية والقانونية، بما يضمن حماية الأمن الوطني وتعزيز استقرار العراق على المدى البعيد.

ع ع

اضف تعليق