في خطوة جديدة لدعم قطاع السينما، أكدت وزارة الثقافة العراقية أن السينما العراقية تمتلك إرثًا تاريخيًا غنيًا أسهم في تشكيل الذاكرة الثقافية للبلاد، فيما أعلنت عن تشكيل لجنة متخصصة لدراسة مشاريع الإنتاج السينمائي، بهدف إرساء دعائم صناعة سينمائية متطورة تواكب المعايير العالمية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة، أحمد العلياوي، في تصريح اعلامي، إن "الوزارة، عبر دائرة السينما والمسرح، تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع السينما، وتسعى إلى دعمه من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات، سواء داخل العراق أو خارجه، بما يعزز الحضور الثقافي والفني للبلاد في المشهد السينمائي العالمي".
وأشار إلى، أن السينما العراقية قدّمت أعمالًا بارزة خلال السنوات الأخيرة، حازت جوائز دولية وترشيحات عالمية، مما يعكس قدرتها على المنافسة وإيصال صوت العراق إلى المحافل الفنية الكبرى.
وأوضح العلياوي، أن الوزارة تعمل وفق استراتيجية واضحة لدعم الإنتاج السينمائي، تستند إلى محورين رئيسيين:
1. تعزيز دور دائرة السينما والمسرح، التي تضم نخبة من المخرجين والفنانين، وتوفر بيئة إبداعية للإنتاج السينمائي، إلى جانب دعم المشاركات الفنية في المهرجانات الدولية.
2. التواصل مع المخرجين والمنتجين الشباب، وفتح آفاق جديدة لدعمهم في مجالات التأليف، كتابة السيناريو، الإنتاج، والإخراج، مما يسهم في تطوير صناعة سينمائية وطنية متجددة.
وأكد، أن الوزارة لا تكتفي فقط بتقديم الدعم اللوجستي، بل تسعى إلى تهيئة بيئة استثمارية جاذبة، من خلال استقطاب القطاع الخاص، وتشجيع التعاون مع المؤسسات الثقافية الدولية، لإنتاج أفلام عراقية قادرة على تحقيق حضور عالمي.
وفي إطار الاهتمام الحكومي بالقطاع الثقافي والفني، كشف العلياوي عن أن منحة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، تشمل دعم الإنتاج السينمائي، وقد تم إيكال مسؤولية إدارة هذه المنحة إلى وزارة الثقافة، حيث شكلت لجنة متخصصة من سينمائيين عراقيين محترفين لدراسة المشاريع المقدمة، والتأكد من مطابقتها للمعايير الفنية العالمية.
وأضاف أن هذه المبادرات ستفتح آفاقًا جديدة للسينما العراقية، من خلال توفير تمويل مستدام للإنتاج، وإيجاد مساحات عرض محلية وعالمية للأفلام العراقية، مما يعزز مكانتها في المحافل الدولية.
وشدد العلياوي على أن السينما العراقية مقبلة على مرحلة جديدة من الازدهار، خاصة في ظل الدعم الحكومي المتزايد والتوجه نحو إحياء صناعة السينما بعد سنوات من التراجع، لافتًا إلى، أن "العراق يمتلك قصصًا وتاريخًا يمكن أن يتحول إلى أعمال سينمائية ملهمة، قادرة على المنافسة عالميًا".
واختتم بالقول: "الوقت قد حان لتستعيد السينما العراقية مكانتها، ليس فقط كوسيلة للترفيه، بل كأداة ثقافية وفكرية، تسلط الضوء على قضايا المجتمع، وتوثق التاريخ العراقي برؤية سينمائية عصرية".
م.ال
اضف تعليق