صلاح حسن السيلاوي/كربلاء:
نظم نادي الكتاب في كربلاء أمسية احتفائية لمناسبة صدور رواية جديدة لعلي لفتة سعيد هي (الصورة الثالثة) عبر جلسة أدارها الشاعر سلام محمد البناي وحضرها جمهور الادب والثقافة في المدينة.
ابتدأت الأمسية بحديث مدير الجلسة عن سعيد بإشارته إلى صعوبة أن يمسك المرء أكثر من رمانة في يد واحدة وأن ذلك يحتاج الى قدرة وحرفية متميزة لافتا إلى أن ذلك يشبه سعي سعيد في أن يكون قاصا وروائيا وناقدا وإعلاميا وشاعرا في وقت واحد، مؤكدا حاجة مثل هذا السعي إلى سعة معرفية وخيال خصب يمتلكه المحتفى به.
مبينا أن سعيد بات يمتلك مقدرة في جميع الأجناس الأدبية وقد استطاع أن يثبت جدارة في كتابتها.
فهو حسب البناي روائي يثير كثيرا من الاسئلة في رواياته، لا سيما حول الاحداث العراقية المريرة والحرب التي استهلكت حياة العراقيين وتركت بصماتها على اعمارهم وملامحهم.
ثم تحدث المحتفى به عن روايته مشيرا إلى أنها صدرت العام الماضي ولم يستطع الحصول عليها إلا بعد رحلتها الطويلة بين عمان والقاهرة وبغداد وأن قطع الطريق البري بين الاردن والعراق بسبب المواجهات المسلحة بين الجيش العراقي و"داعش" أدى إلى إطالة انتظاره لوصولها إلى البلاد.
مبينا أن روايته تتحدث عن الحياة العراقية ومشكلاتها في المدة الزمنية التي سبقت 2003 حيث تناول أحداثا مأساوية متعددة ومنها حرب الخليج أو ما سمي بعاصفة الصحراء العام 1991بالاضافة الى الحرب العراقية الايرانية، وما اصاب المجتمع من ويلات بسبب الحصار وتنتهي بإعلان خدمة الاحتياط اثر بدء المعارك العام 2003 لتبقى النهاية مفتوحة على أطر من الحروب الأخرى، موضحا انه انتهى من كتابة الجزء الثاني من الرواية.
وأضاف سعيد بقوله: الرواية تبحث عن إجابة على سؤال من الرابح في الحروب؟ وما هي تأثيراتها على المجتمع والتعايش والأخلاق؟ وانها تريد ان تثبت ان الحروب هي نتاج عقل سلطة والخاسر هو المواطن الذي لا يذكره التاريخ الذي يدون ما تقوله السلطة وما فعلته وهو تاريخ اعور وصاحب فتنة.. الرواية هي دمج بين الحروب لتبرز مأساة الناس من خلال العلاقة بين القاص وزوجة الرجل العسكري الذي يتضح له انه تسرح من الجيش مثله ويعمل في معمل لإنتاج الأسمنت ليلا حتى الفجر... لكنه يصدم بقوة المفاجأة أن الزوج العسكري، وحين يرى له صورة ثالثة غير الصورتين المعلقتين اللتين تبرزان جماله وفتوته ومنصبه العسكري، رجل مصاب في الحرب خلال الانسحاب العراقي من الكويت عام 1991 وأن الإصابة تقطع رجولته وهو ما يبقي الزوجة طوال السنوات العديدة مع زوج بلا ذكورة، فتلجأ إلى القاص لتعويضها إلا انه ينتفض على روحه ويقول لها أنا والحرب على زوجك! فيهرب منها الى العمل مشغلا لمولدة تنتج الكهرباء فوق سطح فندق يعمل ليل نهار حتى لا يذهب اليها.
وقد شهدت الامسية تقديم رؤى عديدة ومداخلات نقدية وشهادات عن منجز وحياة الروائي قدمها كل من النقاد عمار الياسري وعلي حسين يوسف وجمعة العابدي كما تحدث عن الرواية كل من الروائي علاء مشذوب والقاص حمودي الكناني والباحث حسن عبيد عيسى والباحث سليم جوهر، كما أرسلت إلى الامسية عبر النت قراءات نقدية عربية إحداها من الناقد الجزائري حمام محمد زهير والاخرى من الناقد المغربي محمد ويب وقراءة عراقية من الناقد العراقي زهير الجزائري. انتهى/خ.
اضف تعليق