منعت السلطات السعودية صدور مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" بطبعتها العربية خلال شهر أيلول الجاري بسبب تضمنها ملفا كاملا حول مشروع إصلاح الكنيسة الذي باشر البابا فرنسيس بالقيام به.
وعللت سلطات المملكة هذا القرار حسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بـ "أسباب ثقافية" من دون أن تكشف عن طبيعة هذه الأسباب أو تشرحها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المجلة إلى الرقابة في السعودية، بل سبق أن تم حذف مصطلح "تطور" من غلاف عدد سابق يتناول موضوع "الحرب ضد العلم".
وكانت رئيسة تحرير المجلة، السعد عمر المنهالي، هي التي كشفت عن الخبر عبر حسابها على موقع "تويتر" حيث كتبت "أعزائي القراء في السعودية، نعتذر لعدم تلقيكم عدد شهر أيلول من المجلة, فبحسب شركة التوزيع، تم رفض المجلة لأسباب ثقافية".
ويرى ديفيد كينير، وهو صحفي في مجلة "فورين بوليسي" أن صورة البابا التي نشرت على غلاف المجلة ليست بالضرورة السبب الرئيسي في الرقابة التي تعرضت إليها، بل ربما مضمون الملف هو الذي أزعج مسؤولين في هذه المملكة التي لا تسمح بفتح كنائس على أراضيها.
وكانت المنهالي، وهي إماراتية، قد خصصت افتتاحيتها حول الإصلاحات الدينية التي باشرها البابا فرنسيس لتغيير وجه الكنيسة وجعلها تتأقلم أكثر مع تطورات الساعة.
واغتنمت رئيسة تحرير "ناشيونال جيوغرافيك" فرصة الإصلاحات التي يقوم بها البابا لتوجيه الدعوة لجميع المؤسسات الدينية، بما فيها المؤسسات الإسلامية، إلى سلك نفس الطريق من أجل التطور والتأقلم مع العالم الجديد.
وكتبت في هذا الخصوص "الركائز الدينية هي أدوات للحفاظ على التوازن، لكن إذا كانت هذه الركائز غير قادرة على ذلك، فينبغي تطويرها".
وينظر إلى هذه الجملة على أنها رسالة غير مباشرة للسلطات الدينية المحافظة في السعودية، ودعوة لها لإحداث تغييرات وإصلاحات في مجالات عدة، ما جعلت هذه السلطات تقوم بمنع المجلة من الصدور خوفا ربما من أن يقرأ السعوديون مضمون الملف حول الإصلاحات التي يقوم بها البابا فرنسيس في الكنيسة الكاثوليكية.
اضف تعليق