عامر الشيباني/ كربلاء:
اكتظت قاعة قصر الثقافة والفنون في كربلاء المقدسة، مساء الجمعة، بحضور لافت، لمشاهدة العرض المسرحي الاول من نوعه لفرقة مسرح السراج الذي حمل عنوان نحن هنا" بمناسبة ايقاد الشمعة لثالثة لتأسيس الجمعية الخاصة بالمكفوفين.
وتناولت المسرحية (نحن هنا) في احداثها اوجه متعددة للحياة منها السياسية والاجتماعية والثقافية، بابطالها المكفوفين الذين تحدوا الاعاقة الجسدية وقدموا مشاهد مسرحية نالت قبول الحاضرين.
يقول مخرج المسرحية عباس شهاب، ان "المسرحية هي تحد بحد ذاته سيما ان اغلب الممثلين من مكفوفين، اذ واجهتنا صعوبة في كيفية تحسسه بالأشياء كاللون والضوء ومكانه على المسرح وفق سياق العمل، حيث تطلبت جهود كبيرة وكثيرة لضمان نجاح العمل".
ويضيف، "رؤيتنا المسرحية دارت بان فئة المكفوفين يجب ان يكون لها دورا في الحياة". مشيرا الى ان "المسرحية حدث فيها استذكارا لأبرز المبدعين من فاقدي البصر حول العالم والتي كانت لهم مساهمات جليلة في خدمة الانسانية بمختلف المجالات".
حالات مرضية عديدة تصيب المجتمع اهمها الفساد الاداري والمالي تناولها العمل المسرحي، واوضح شهاب ان "المكفوف حاله حال أي سوي عليه ان يأخذ دوره في مكافحة الفساد المالي والاداري وكل الحالات المرضية المجتمع".
وزاد في القول"كانت المسرحية عبارة عن صرخة حيث سعت الى لفت الانتباه للمكفوفين وارادت القول انهم لا يقلون شأنا عن غيرهم من الاصحاء".
وكان الشعر حاضرا في العمل اذ تعشق مع ادوار الممثلين واصبح راويا لأحداث المسرحية ومقدما لها حيث يقول مخرج العمل، ان "الشعر حديث بالمسرح بالنسبة لكربلاء، والشاعر جسد دور الراوي للأحداث عبر القائه لقصائد شعبية، فضلا عن اهمية وجود كونه مسيرا لمشاهد المسرحية".
الكاتب المسرحي ومؤلف العمل لؤي زهرة تحدث لوكالة النبأ للأخبار قائلا: ان "مسرحية نحن هنا تحاكي هموم المكفوفين بالأخص وهموم المجتمع ككل، حيث يعكس النص المسرحي المشاكل والهموم التي يتعرضون لها".
ويبين زهرة، ان "فاقد البصر يجتمع مع المبصرين بنفس الهموم المشاكل ومنها الالام الوطن واوجاعه والتي يشترك الجميع دون استثناء".
وبحسب الكاتب، فقد استطاع المكفوفين ان يجسدوا المعاناة على خشبة المسرح بنقلهم المشاكل المحيطة بالمجتمع الى الجمهور.
رئيس جمعية السراج العراقية للمكفوفين عثمان الكناني واحد ابطال المسرحية، يقول "شاركنا في هذا العمل المسرحي لإيصال رسالتنا للعالم والتي تقول نحن هنا".
ويضيف "هدفنا ان نثير قضايا مجتمعية يعاني منها المكفوف مثل الزواج ورفض البعض لزواجهم، بالإضافة الى اثارة قضية الفساد المالي والاداري المستشري في دوائر الدولة، وكيف ان الكفيف بالرغم من اعاقته لم تعوقه عن اداء دوره الوطني في كشف ملفات الفساد".
واشار الكناني الى ان "احد رسائل المسرحية الهادفة كانت حول الدجل والشعوذة التي اصابت كل طبقات المجتمع ومنها المسؤولين وكيفية دحض هذه الخرافات و كشفها للجمهور".
وعن المشاريع المستقبلية يقول رئيس جمعية السراج العراقية للمكفوفين، ان "هناك مشاريع قادمة ستعكف عليها الفرقة بعد النجاح الباهر الذي وصلته مسرحية (نحن هنا) والتي لاقت استحسان النقاد والمسرحيين والمهتمين والجمهور على حد سواء". لافتا الى ان هذا العمل لم يكن الاول حيث سبقته اعمال بسيطة لم ترتقي الى هذا المستوى".
وشارك في بطولة المسرحية الى جانب فرقة السراج كل من الشاعر والصحفي نوفل الصافي والفنانة والاعلامية وداد هاشم. انتهى/خ.
اضف تعليق