دشنت مؤسسة الإعلام النسائي الدولية (IWMF) تطبيقاً جديداً للأمان باسم ريبورتا، يُمكِنك من خلال نقرة واحدة على الزر إرسال إشارة طوارىء. يستفيد التطبيق من قوة جهاز يستخدمه كل الصحفيين في العالم وهو الهاتف المحمول!
هذه الأداة سهلة الاستخدام متاحة مجاناً على أجهزة آيفون والأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد، وذلك بعدة لغات منها العربية والأسبانية والفرنسية والتركية والإنجليزية والعبرية.
ولم يكن من الممكن أن يظهر هذا التطبيق في وقت أفضل، حيث تشير تقارير اللجنة الدولية لحماية الصحفيين ومقرها نيويورك إلى أن هي الفترة الأكثر خطورة ودموية في التاريخ الحديث بالنسبة للعاملين في الإعلام. فهناك الآن المزيد من الصحفيين المستقلين الذين يغطون النزاعات بحماية ودعم محدودين جداً. كما تستهدف الجماعات المتطرفة مثل الدولة الإسلامية المعروفة أيضاً بداعش الصحافة.
وتصف (IWMF) ريبورتا بأنه "التطبيق الشامل الوحيد للأمان الشخصي المتاح عالمياً والذي صُمم خصيصاً للصحفيين". ويوجد في قلب هذه الأداة الأمنية خاصية إعلام الأشخاص بوجودك في مكان معين.
يتيح التطبيق للصحفيين الاتصال بالمحررين وبزملائهم وبأفراد عائلتهم الذين يمكنهم التصرف مع أول بادرة لحدوث أي إشكال. ويمكن أن يؤدي هذا لإنقاذ حياتهم كما يقول الخبير الأمني فرانك سميث.
"لا أعرف أداة أخرى أفضل تتيح للعاملين في البيئات عالية المخاطر التخطيط للطوارئ والاستجابة لها"، يضيف سميث، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة جلوبال جورناليست سيكيوريتي.
عمل سميث مستشاراً لمشروع (IWMF) وكذلك للمركز الدولي للصحفيين ومنظمة المادة 19 وغيرها من الجهات العاملة في مراقبة وسائل الإعلام.
خلال عرض للتطبيق في مكتبهم في واشنطن العاصمة شرحت المديرة التنفيذية لـ (IWMF) إليسا لييز مونيوز الوظائف الثلاث الرئيسية لريبورتا:
- نظام معتمد على تسجيل الدخول إلى المكان يخلق فرصة لتتبع أثر من يعملون في بيئات محتملة الخطورة. يمكنك ذكر موقعك، وتحديد عدد المرات التي سوف تدخل فيها إلى المكان ومع من، وتضمين صور وملفات صوتية أو فيديوهات.
- رسائل تنبيه يمكن تعديلها حسب الحاجة تُرسل إلى جهات اتصال أساسية في حالة تعرض صحفي أو زميل لخطر محتمل
- رسائل استغاثة تصدر بلمسة واحدة للهاتف.
"الصحفيون يعرفون أوضاعهم؛ ويعرفون كيف ينبغي أن يتصرفوا، وعدد مرات تسجيل الدخول التي يحتاجونها ومع من. الأمر متروك لهم تماما"، تشرح مونيوز.
"نحن نحاول حقاً أن نغذي ثقافة السلامة أولاً، وجعل الأمر بسيطاً قدر الإمكان. فالتطبيق سهل الاستخدام جدا".
- ويقود فيديو مدته أربع دقائق المستخدمين خلال عملية الإعداد ويقدم تذكيراً: ريبورتاليست خدمة إنقاذ في حالات الطوارئ ولا ينبه السلطات.الصحفيون يتحكمون في الإخطارات من خلال قائمة اتصالهم، والتي يمكنهم تصنيفها إلى دوائر خاصة أو عامة أو اجتماعية. الموجودون في قوائم الاتصال هذه يمكن أن يكونوا محررين /أفراد الأسرة،أو صحفيون يعملون في بيئة مماثلة،أو متابعون على تويتر وفيس بوك.
- إلى أي درجة ريبورتا آمن؟
من بين الضمانات لأمان ريبورتا تستشهد(IWMF) باشتراط وجود كلمة سر قوية، وتشفير البيانات أثناء الإرسال ومصادقة من خطوتين للوصول إلى الخادم. ويتم التخلص من المعلومات الشخصية للمستخدمين من قاعدة بيانات التطبيق بشكل ممنهج لإبقاء كمية المعلومات الحساسة المخزنة هناك إلى الحد الأدنى، وفقاً لمونيوز.
هناك طريقة أخرى لضمان الأمان: التطبيق يقف عندما يرسل المستخدم رسالة استغاثة أو يفشل في تسجيل الدخول. ولا يمكن إعادة فتح التطبيق حتى يُدخل الصحفي رمزاً لفتح التطبيق يقدمه أحد الموجودين في قائمة تسجيل دخوله يتم تحديده مسبقاً. هذا يمنع المتسللين من الوصول إلى أسماء أو غيرها من الموادالمخزنة على تطبيق ريبورتا.
يتم تشفير كافة البيانات المرسلة عبر ريبورتا وتخزينها خلف جدار حماية آمن على خادم مخصص باستخدام "أعلى مستوى من الحماية يمكنك شرائه"، تقول مونيوز. "وهناك أيضا خوادم مزدوجة حتى إذا ما توقف أحدهما يعمل الآخر تلقائياً".
مستخدمو آيفون يحتاجون نظام تشغيل iOS الإصدار 8.0 أو أعلى ومستخدمو الآندرويد يحتاجون إصدار 4.0.3. يجب أن يكون المستخدم متصلاً بالإنترنت سواء من خلال البيانات المتنقلة على المحمول أو الاتصال من خلال واي فاي. وينصح الصحفيون الذين يدخلون مناطق لا توجد بها خدمات الهاتف المحمول بإغلاق خاصية تسجيل الدخول وإعادة تشغيلها بعد خروجهم.
وقد تم تمويل ريبورتا من خلال منحة من مؤسسة هوارد بافيت جي. وبنته ريف سكوير وهي وكالة للتسويق الرقمي. وتم اختبار التطبيق من قبل صحفيين في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط والولايات المتحدة.
وهناك فائدة إضافية للتطبيق، حيث تخطط (IWMF) لاستخدام ريبورتا لتتبع الاتجاهات في تهديدات السلامة بين المستخدمين، بما في ذلك الحوادث التي تواجه الصحفيات. ووجدت دراسة عالمية أجرتها (IWMF) أن ما يقرب من ثلثي النساء في مجال الإعلام تعرضن للترهيب أو التهديد أو الإساءة أثناء أداء واجبهن.
"التطبيق لكل الصحفيين، لكن تجدر الإشارة أنه تم تصميمه مع وضع النساء في الأذهان"، تقول مونيوز.
اضف تعليق